أقل من عادي!
أقل من عادي!
كان هناك شاب عادي، ربما أقل حتى من العادي، محدود الإمكانيات المادية والمستوى الاجتماعي والعلمي، وهو على قدر متواضع من الوسامة، ولا يحسن تنسيق ملابسه ليبدو جذابًا، غير أن بداخله عالمًا يسع الكون بأكمله، يرعى والدته المريضة، وينفق من دخله المحدود على أخته المتزوجة معسرة الحال، كان صادقًا نبيلًا ذا مروءة ودين وخلق، تقدَّم للزواج مرتين من فتاتين مختلفتين ورُفِض في كلتيهما، لذا تقبَّل حقيقة أنه لا يملك شيئًا مميزًا يجعل إحداهن تقبل به.
إلى أن تحرَّكت إحدى الفتيات نحوه دون أن يخطو هو أي خطوة، وكانت على قدر من الجمال والذكاء ما يجعل فرصها في أن يتقدَّم لها من هو أكثر كفاءة منه كبيرة جدًّا، وبالفعل تقدَّم لخطبتها ففرحت فرحًا شديدًا وتم الزواج، لم يجرؤ أن يسألها عن سر إعجابها به إلا بعد سنوات من الزواج، فأجابته أنها استطاعت رؤية العالم الحقيقي بداخله ولم تكن تطمح في أكثر من قلب نظيف كهذا تأمن معه، وتخوض معه صعاب الحياة راضية، وقد فجَّر هذا الزواج الطيب كل الخير بداخل ذلك الشاب وكل طاقاته فتحمل المسؤولية برجولة كاملة ليصير بيتهما بيتًا طيبًا يحلم به كل إنسان سوي نقي.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.