مذهب الإمام أبو حنيفة
مذهب الإمام أبو حنيفة
هو أول الأئمة الأربعة المتفق على إمامتهم في الفقه والدين من جهة الزمان، فقد وُلد (رحمه الله) في سنة 80 للهجرة، واسمه النعمان بن ثابت، وتوفِّي في سنة 150 هجريًّا، ورأى الصحابي أنس بن مالك ولذا فهو معدود من التابعين (رحمه الله تعالى)، اشتهر بالعبادة حيث ورد عنه قراءة القرآن كله في ركعة واحدة! وتلك عبادة يُخضع لها، كما اشتهر أيضًا بالذكاء حيث شهد له الأئمة من أمثال مالك وابن المبارك والشافعي.
ويعد الإمام أبو حنيفة سليل معلم الكوفة الأول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، وهذا أصلٌ في اتصال سند علمه إلى النبي (ﷺ)، كما كانت حلقات علمه مكتظة بفطاحل علماء عصره من القضاة وأهل اللغة والحديث والتاريخ وغيرهم، كما امتازت كذلك بالبحث والمناظرة، فهو مذهب جماعي حيث كان يتم طرح المسألة وسماع الآراء، وقد يتباحثون فيها شهرًا من الأخذ والرد حتى يستقر الأمر في الحلقة على رأي فيتم تدوينه في المذهب، ويعدُّ القاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن أشهر أتباع المذهب وعليهم استوى عوده وانتشر عطره ليعم أرجاء الأرض وهو من أوسع المذاهب انتشارًا، وإليه تنسب مدرسة أهل الرأي.
ومن نافلة القول التعريج على فرية يردِّدها البعض دون وجه حق ومفادها أن طريقة السادة الأحناف مباينة لطريق اتباع الأدلة، وتلك شبهة باطلة يغني بطلانها عن إبطالها، فقد أشرنا إلى أن المذهب الحنفي سنده موصول إلى النبي (ﷺ) عن طريق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود وتلامذته، صحيح أن المذهب غلب عليه الرأي والقياس، إلا أن الكل متفق على تقديم الحديث في الجملة، ودليل ذلك أن الإمامين أبو يوسف ومحمد بن الحسن، وهما أشهر تلامذة أبي حنيفة، قد غيرا الكثير من آراء شيخهما لما وصل إليهما أحاديث لم تكن موجودة قبل ذلك.
الفكرة من كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
“من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين”.. علم الفقه من أشرف العلوم وأنبل الفنون، لتعلُّقه بتعامل الفرد مع ربه إيمانًا وعبادة، ومع مجتمعه تعاملًا ماديًّا وأُسريًّا، ولا غنى لأحد عن واحد منهما، ولكن الدارس لهذا العلم عادةً ما تعتريه بعض الأسئلة مثل كيف بدأ هذا العلم؟ وما المقصود بالمذاهب الفقهية وكيف نشأت؟ ولماذا يختلف الفقهاء فيما بينهم؟ فلأجل تلك الأسئلة وغيرها كان هذا الكتاب، فهلمَّ بنا لنتعرَّف على القصة من أولها ونبحث عن إجابات أسئلتك.
مؤلف كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر: أحد علماء الشريعة، ولد عام 1940م بقرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين، وهو من بيت علم، إذ إن أخاه هو الدكتور محمد سليمان الأشقر أحد علماء أصول الفقه، حصل على الدرجة الجامعية الأولى من كلية الشريعة جامعة الإمام بالسعودية، كما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر الشريف بمصر.
عمل مدرسًا في كلية الشريعة بالكويت وأستاذًا بكلية الشريعة بالأردن ثم عميدًا لها، توفي (رحمه الله) في العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة 10 أغسطس 2012 الموافق 22 رمضان في العشر الأواخر لعام 1433 هجرية بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
له العديد من المؤلفات منها: “مقاصد المكلفين فيما يتعبَّد به رب العالمين”، و”المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم”، و”سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة”.