الناس يفكِّرون في عوائدهم
الناس يفكِّرون في عوائدهم
أول ما يفكِّر فيه الناس بالفطرة هو عوائد الأمور عليهم، وكذلك مستمعوك عندما ينصتون إليك سيتساءلون قائلين: ما نصيبي في ذلك؟ أو كيف سيؤثِّر هذا إيجابيًّا ناحيتي؟ والحقيقة أنك إذا استطعت إيجاد إجابة هذا السؤال ففي الغالب ستنجح عملية الحث لديك، ولفعل ذلك يجب معرفة أن الناس في حياتهم يركِّزون على عنصرين، وهما: الرغبة في الفائدة (الكسب)، والخوف من الخسارة، بل إنهم يميلون إلى الخوف من فقدان الأشياء أكثر من ميلهم إلى الكسب المحتمل، فالإنسان يخشى فقدان المال الذي يمتلكه حاليًّا ويشغل تفكيره بذلك أكثر من التفكير في كسب المال الذي لا يمتلكه حاليًّا، لذا سيتطلب الأمر التفكير في الفوائد التي ستمس مستمعيك، وأن تسبقهم بسؤال نفسك في أثناء حوارك قائلًا: ما الفوائد التي يقدمها هذا المقترح؟ وما مكاسب جمهور المستمعين؟ وما الدليل على ذلك؟
إن الأكثر أهمية من كل ما سبق هو قيمة وجودة المقترح الذي ستقدِّمه أو الحوار الذي ستجريه، وتوجد عدة خطوات تساعدك على ذلك، أولاها القيام بعصف ذهني لفوائد مقترحك، أي تستخرج كل الفوائد المحتملة والعائدة على جمهور المستمعين كما ذكرنا، والخطوة الثانية هي ترتيب تلك الفوائد بناءً على اهتمامات المستمعين ومشكلاتهم الأكثر أهمية، ثم خطوة جمع الأدلة، ونعني هنا شهادات الثقة من أهل الخبرة أو المصادر الموثوقة والموضَّحة بالأمثلة والإحصاءات البيانية، وعرض النتائج الإيجابية التي حقَّقها ذوو الخبرة، والخطوة الأخيرة هنا أن تبحث عن السبب الذي يجعل مقترحك فريدًا ويجذب المستمعين دون المقترحات الأخرى، ثم تجهز له على هذا الأساس.
الفكرة من كتاب حث وإقناع الآخرين
إن الحث هو عملية نستخدمها لتغيير سلوكيات وأفكار الآخرين، أو ربما دعمها في بعض الأحيان، وهو كذلك مهارة ضرورية تستخدم كلًّا من العقل والعاطفة في تحقيق ما نهدف إليه من الناس حولنا عبر جذب انتباههم والتأثير فيهم، ويظهر لنا في حياتنا اليومية مهما اختلفت توجُّهاتنا وتخصُّصاتنا ووظائفنا أننا في حاجة إلى تعزيز مهارة الحث والإقناع لدينا، سواء كنا طلابًا مع معلمينا، أو موظفين مع مديرينا، أو حتى في وظائف مسؤولي المبيعات وتقريبًا كل شيء في حياتنا وحتى المناقشات.
مؤلف كتاب حث وإقناع الآخرين
هاري مايلز: كاتب ومتخصِّص في الأعمال الاستشارية للشركات في مجال استخدام أدوات وأساليب الحث لإتمام الصفقات الأكثر تعقيدًا، والرئيس التنفيذي لشركة “مايلز” المتخصصة في الاستشارات العالمية في مجال التدريب، والتي من أهم عملائها شركة IBM، وشركة أوراكل، وهو صاحب الكتاب الشهير: “فن الحث: كيف تجذب الانتباه وتغير العقول وتؤثر في الآخرين”.