تغيير الأفكار.. البداية
تغيير الأفكار.. البداية
ينشأ السلوك نتيجة الشعور، والذي يُنتِج الشعور هو الفكرة، لذا فتعديل الأفكار هو العامل الرئيس في تعديل السلوك، ولفعل ذلك عليك البَدء بملاحظة الأفعال التي تؤدي إلى مشاعر الغضب، والتخلص بعدها من الأفكار الهدَّامة بأن تتذكَّر أن الذي يسبِّب الغضب هو سلوك الشخص الآخر وليس ذاته، وكما أن من حقك الشعور بالغضب؛ فيجب التعبير عنه بطريقة بناءة.
ألا ترى أن أيَّ نقدٍ يوجَّه إليك كأنه ينفي الصفة عنك، فلا يتعيَّن حصر التفكير بين إما أن تمتلك القدرة مائة بالمائة وإما أن تفقدها مائة بالمائة، فهذا من وهم الكمال الذي تتخلَّص منه بإدراك حقيقة ذاتك، وأنك بشر تصيب وتخطئ، وهذا لا يعني ألا تهتم بصورتك الشخصية أمام الآخرين، بل تهتم بها وتطلب منهم تقييمًا عادلًا عنك وتحمُّل انفعالاتك إذا تقمَّصت دور الشخصية الدفاعية. وعليك أن تنظر إلى الآخر بنفس المنظور فهو أيضًا بشر يصيب ويخطئ ويملك القدرات بنسب معينة، وتتأكَّد من صحة رؤيتك تلك بسؤاله عن ذلك، وحاول أن تدرك حاجات الآخرين التي لم يتم الوفاء بها، وذلك بقراءة ما في نفوسهم وليس بالاكتفاء بما يصدر عنهم.
بعد تغيير الأفكار يأتي الدور على الشعور، ونعني ضرورة إظهار المشاعر بطريقة سليمة وبعبارات دقيقة حتى نمنع سوء الفهم، وحتى لا تظهر انفعالاتك في لغة الجسد أو في عبارات غير مقبولة، ويزيد التباعد بينك وبين الآخر، من أمثلة سوء التعبير: عندما تريد أن تخبر أحدًا أنك مستاء من كونه غير ملتزم بالعمل فتقول له: “أنت فاتر الشعور ولا تبالي بالآخر”، فالذي ظهر من الكلام أنها مشكلة مع ذات الشخص الآخر وليس أسلوبه!
أو تريد أن تخبر أحدًا أنك غاضب من عدم دعمه لك فتقول: “كان من الواجب عليك مساندة خطتي في أثناء الاجتماع” فيظن أنك تحكم على تصرفاته ونيته بأنها سيئة! ويمكن أن تتخلَّص من شدة الغضب بأسلوب نافع مثل قضاء الأعمال الروتينية كترتيب المكتب، أو مشاركة مشاعرك مع شخص يساعدك على تحديد أسباب الخلاف وحلِّه، ومن الممكن إذا واجهتك مشكلة في التعبير الشفهي عن غضبك أن تستخدم الكتابة.
الفكرة من كتاب إدارة التفاعلات الصعبة.. حلول من الخبراء لتحديات يومية
من منا لا يتعرَّض لضغوطات يومية ومواقف متأزِّمة مع من حوله ثم لا يدري كيف يتصرف؟ أو حتى كيف يساعد من حوله على حل مشكلاتهم معًا؟ وماذا عن تلك المشكلات إذا كانت في بيئات العمل بين الموظفين بعضهم وبعض أو مع المديرين؟ لا بدَّ أن هذا سيؤثِّر في الإنتاجية!
تأتي إجابات تلك الأسئلة معنا في هذا الكتاب مع ذكر الكثير من الأمثلة للمشكلات وآليات الحل في بيئة العمل حتى تحسن تطبيق تلك الحلول.
مؤلف كتاب إدارة التفاعلات الصعبة.. حلول من الخبراء لتحديات يومية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: هي كلية أعمال تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت سلسلة كتاب الجيب العلمي، والتي تقدم حلولًا لتحديات كثيرة يواجهها المديرون، ومنها الكتاب الذي معنا وكتب أخرى، مثل:
إدارة الذات.
اضبط وقتك.
إدارة المشاريع.
قيادة فريق العمل.