ضيوف جدد على الساحة العالمية
ضيوف جدد على الساحة العالمية
تصارع العملاقان الروسي والأمريكي على العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وتركَّزت أدواتهما في وجود راية فكرية تعمل الدولة على نشرها (الليبرالية من جانب أمريكا، والاشتراكية من جانب الاتحاد السوفييتي) واهتمام بالعلوم والمعرفة، وتفوق الغرب في الجانب الاقتصادي، ومن ثم تمكنوا من المضي أكثر في سباق التسليح ودعم الحلفاء.
ولكن شهد عالم ما بعد القوى العالمية تغيرات واسعة في الدول الصاعدة وفي موازين القوى، فهناك العديد من الدول التي دخلت على المعادلة العالمية وأصبح لها تأثير في الصراع أو دول أخرى تبشر بقدرة على دخول الساحة مستقبلًا. من هذه الدول الصين، فهي دولة تمتلك الإمكانات المناسبة من قوة بشرية ضخمة تمتلك الدافع الحضاري والمعرفة ودولة مركزية قوية تمتاز بالتخطيط والاستراتيجية واقتصاد يشهد تنمية هائلة، ولكنها تحرص على التقدم ببطء على الساحة لعلمها بتأخرها في بعض الجوانب العلمية والاقتصادية.
ثم روسيا التي بدأت تتعافى وتمتلك الروح القومية، وما زالت ذاكرة الصراع مع الغرب حاضرة، وإذا حدث تحالف بينها وبين الصين، فقد تشكِّلان قوة تهدِّد بالسيطرة على الجزيرة العالمية. كما أن هناك دولًا أخرى غلَّبت الجانب الاقتصادي وأدركت أهميته مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا، فحقَّقت هذه الدول طفرات إنتاجية اقتصادية في أوقات قصيرة، وتبنَّت هذه الدول الليبرالية الاقتصادية واعتمدت على التصنيع والتصدير للدول الغنية، وهناك دول مثل سنغافورة تبنَّت اقتصاد المعرفة واهتمت بالتعليم.
وكذلك عادت تركيا إلى المشهد العالمي بقوة بعدما اعتمدت على قدرتها الاقتصادية التنافسية في زيادة قوة تأثيرها محليًّا ودوليًّا، وارتبط ذلك بتبنيها للديمقراطية ودولة القانون، وتشارك تركيا كقوة إقليمية في نزاعات الشرق الأوسط لتنافس إسرائيل وإيران.
الفكرة من كتاب جيوبوليتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم
ربما قد عرف بعضنا علم الجغرافيا على نحو غير صحيح عندما درسناه صغارًا فظنوا أن هذا العلم قليل الفائدة أو أنه علم جاف، ولكن حقيقة الأمر أن أداة الجغرافيا -وبخاصة الجيوبولتيك- تضيف الكثير من الفائدة للعاملين بالسياسة والشؤون الاستراتيجية، كما أنها لا تخلو من المتعة.
ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب، فقد أخذ فيه مؤلفه مقاربة جديدة لإيصال مفاهيم هذا العلم عبر عرض نماذج وأمثلة واقعية لتطبيقاته، وجدير بالذكر أن كتاب “الجيوبوليتيك” هو الكتاب الثامن ضمن سلسلة أدوات القادة من مشروع النهضة للدكتور جاسم سلطان.
مؤلف كتاب جيوبوليتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم
الدكتور جاسم سلطان: طبيب ومستشار ومدير للتخطيط الاستراتيجي لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، درس في كلية الطب جامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، برز الدكتور جاسم سلطان بمشروعه الذي عمل عليه طيلة عشرين عامًا وهو مشروع لنهضة الأمة عبر تكوين قادة لهذا التغيير متسلِّحين بالأدوات العلمية والعملية المناسبة، وقدم في سبيل ذلك العديد من المواد المكتوبة والمرئية والمسموعة.
من أبرز مؤلفاته: “من الصحوة إلى اليقظة: استراتيجية الإدراك للحراك”، و”قواعد في الممارسة السياسية”، و”فلسفة التاريخ: الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ”.