أهم نظريات الجيوبوليتيك
أهم نظريات الجيوبوليتيك
أولى هذه النظريات هي نظرية راتزل التي قدمت الدولة في زي جديد، فشبَّه الدولة بكائن عضوي لا يقتصر على حدود معينة ولكن يتمدَّد باستمرار بزيادة احتياجاته، فقضى على مفهوم الحدود الثابتة في مقابل الحدود البيولوجية (الزيادة من الرقعة على حساب الدول المحيطة)، والحدود الشفافة وهي أن حدود الدول تمتد حيث تتوقَّف مصالحها، ومن ثَم يمكن أن نجد تدخلًا لأمريكا في جنوب السودان مثلًا، وكانت هذه النظرية أساسًا من أساسات ألمانيا النازية.
ثم جاءت نظرية ماكندر التي بدأت بإعادة توصيف للعالم، حيث طرح فكرة الجزيرة العالمية التي يريد بها القارات الثلاث آسيا وأوروبا وإفريقيا؛ لكونها قطعة كبيرة متصلة من الأرض محاطة بالمياه من كل جانب، وهذه الجزيرة العالمية محاطة بجزر أخرى، وهي الأمريكتان وأستراليا واليابان وبريطانيا.
ثم حاول “ماكندر” فهم الجغرافيا في سياق تاريخي، وقرر أن أكثر مناطق العالم حصانة من أي هجوم هي مناطق البر الداخلية في الجزيرة العالمية، وهذه المنطقة تمثلها منطقة الاستبس القاري التي تشمل شرق ووسط أوروبا وروسيا حتى حدود الصين وسمى هذه المنطقة قلب العالم، فهي منطقة متماسكة تستطيع الوصول إلى كل الموارد ومحصنة من الهجمات البحرية، وتحيط بقلب العالم منطقة الهلال الداخلي ثم الهلال الخارجي، فمن يسيطر على أوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى يسيطر على الجزيرة العالمية، ومن يسيطر على الجزيرة العالمية يسيطر على العالم.
وقد خالفه “سبيكمان” في نظريته، حيث قرر أن من يستطيع السيطرة على الهلال الداخلي المحيط بقلب العالم (معظم قارة أوروبا والعالم العربي وأفغانستان والصين وغيرها) يستطيع السيطرة على الجزيرة العالمية، لأن هذه المنطقة بها الكثافة السكانية والموارد المهمة، وأثر ذلك في الصراع حيث تحاول كلٌّ من قوى البحر (أمريكا بشكل أساسي) وقوى البر (روسيا بشكل أساسي) السيطرة على الهلال الداخلي.
الفكرة من كتاب جيوبوليتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم
ربما قد عرف بعضنا علم الجغرافيا على نحو غير صحيح عندما درسناه صغارًا فظنوا أن هذا العلم قليل الفائدة أو أنه علم جاف، ولكن حقيقة الأمر أن أداة الجغرافيا -وبخاصة الجيوبولتيك- تضيف الكثير من الفائدة للعاملين بالسياسة والشؤون الاستراتيجية، كما أنها لا تخلو من المتعة.
ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب، فقد أخذ فيه مؤلفه مقاربة جديدة لإيصال مفاهيم هذا العلم عبر عرض نماذج وأمثلة واقعية لتطبيقاته، وجدير بالذكر أن كتاب “الجيوبوليتيك” هو الكتاب الثامن ضمن سلسلة أدوات القادة من مشروع النهضة للدكتور جاسم سلطان.
مؤلف كتاب جيوبوليتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم
الدكتور جاسم سلطان: طبيب ومستشار ومدير للتخطيط الاستراتيجي لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، درس في كلية الطب جامعة القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، برز الدكتور جاسم سلطان بمشروعه الذي عمل عليه طيلة عشرين عامًا وهو مشروع لنهضة الأمة عبر تكوين قادة لهذا التغيير متسلِّحين بالأدوات العلمية والعملية المناسبة، وقدم في سبيل ذلك العديد من المواد المكتوبة والمرئية والمسموعة.
من أبرز مؤلفاته: “من الصحوة إلى اليقظة: استراتيجية الإدراك للحراك”، و”قواعد في الممارسة السياسية”، و”فلسفة التاريخ: الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ”.