العصور الوسطى
العصور الوسطى
بدأ الاتجاه الديني في منافسة تلك المذاهب مع وصول المسيحية والاعتراف بها في أوروبا في عهد الإمبراطور قسطنطين عام 313م، ومع اعتبارها ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية عام 380م أخذ التفكير الفلسفي منحى جديدًا، فاهتم بقضايا مثل التضاد بين العقل والكتاب المقدس، وكان فلاسفة القرون الوسطى رجال دين ولاهوت، ومن أشهرهم القديس أوغسطين وتوما ألاكويني؛ فأما القديس أوغسطين (354–430) أمازيغي الأصل، فيمثل شخصية مركزية في المسيحية والفكر الغربي، لأنه كان أول من يعبِّر عن العصور الوسطى وآخر من يعبِّر عن العصر اليوناني، فقد تأثر فكره اللاهوتي والفلسفي بالرواقية والأفلاطونية المحدثة وربط فكر أفلاطون بالمسيحية، وذلك في وقت لم تكن فيه عداوة بين الكنيسة والفلسفة.
وفي عام 521م أغلقت الكنيسة أكاديمية أفلاطون معاديةً الفلسفة الإغريقية، واحتكرت الفلسفة في إطار لاهوتي ضيق أدى إلى إضعافها وغياب المنطقية في الخطاب الكنسي وشيوع النزعة التكفيرية وتهميش الآخر، وقامت دور الرهبنة بالاستيلاء على التعليم منذ ذلك الحين، إلى أن ظهرت بعض المدارس في الكاتدرائيات عام 1100م، وفي عام 1200م أُنشِئت الجامعات التي كانت في البداية تحت سلطة رجال الدين ثم خرجت عن السيطرة، وأصبحت من أهم التحديات أمام الكنيسة، حيث أصبحت ملجأ ومأوى العلماء الطبيعيين الذين تعارضت اكتشافاتهم مع معتقدات الكنيسة الدينية.
وأما القديس توما الأكويني (1225– 127) فكان متأثرًا بآراء أرسطو وبفلسفة ابن رشد وابن سينا، واشتهر بموسوعة اللاهوتية الكبيرة التي شرح فيها مجموعة العقائد الكاثوليكية في الفلسفة واللاهوت، وكان يعترف أن بعض العقائد الأساسية في المسيحية كالثالوث والخلاص لا يمكن إثباتها بالعقل وإنما تتطلب إيمانًا بالوحي، فعدَّه المتأخرون لا يمثل اتجاهًا فلسفيًّا باحثًا عن الحقيقة وإنما هو أقرب إلى المتكلمين الباحثين فقط عن إثبات عقائدهم السابقة.
الفكرة من كتاب حكاية الفلسفة الغربية
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة مع تاريخ الفلسفة الغربية بمحطاته المختلفة، لنكوِّن رؤيةً عامة نُشخِّص بها مشكلات إنسان الحاضر، ونفهم كيف وصل العالم إلى ما هو عليه اليوم، لمجابهة الثقافة المسيطرة وغرس بذور الحل.
مؤلف كتاب حكاية الفلسفة الغربية
المؤلفون هم مجموعة من الباحثين بمركز “بالعقل نبدأ” للدراسات والأبحاث، وهو مركز للتنمية الفكرية والمهارية، يهدف إلى بناء مجتمع متكامِل متقدم من خلال إحياء هويتنا المستمدة من تراثنا وحضارتنا الأصيلة والمستوعبة للعلوم الحديثة، وفق أسس منهجية تجمع بين العقل والنص الديني والتجربة العلمية، لمواجهة انتشار الثقافة المادية وما صاحبها من انهزام حضاري، وذلك عن طريق أنشطة مختلفة كعقد الندوات والتوعية الإلكترونية وطرح إصدارات من كتب ومقالات وأبحاث.
من كتب المركز: قواعد التفكير المنطقي والتنوير الحضاري: طرح سائد ورؤية متجددة وقبل الانهيار.