التربية الإيمانية
التربية الإيمانية
في غزوة الخندق نزلت آيات قرآنية كثيرة للمسلمين المجاهدين، لكن الأكثر تربيةً للنفس حين كان يتسلَّل الكثير من حافري الخندق، تاركين النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، لبيوتهم فِرارًا من التعب والإجهاد، آية ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، ففيها أمر بالاستغفار إن استأذنت بعذر، فكيف بمن تخلَّف عن الركب من الأصل دون عذر؟ فهنا تربية للمؤمن بمراجعة نفسه على ترتيب أمور دينه قبل دنياه وأولوياته، يراجع نفسه لأي شيء يبذل ويجاهد، وماذا يتخيَّر هل البذل والسعي لله أم الراحة بالدنيا فقط؟
واعلم يا صاحب الرسالة أن كثرة الاعتذارات قد تولِّد بقلبك وهنًا، بل فتورًا يزداد، ويأكل من همَّتك ويبعدك عن الغاية التي تعمل لأجلها، واعلم أن كل معركة نخوضها في الحياة يظهر فيها جانبان للشخص جانب جيد ووآخر سيئ، ويظهر شيطان النفس ليحكم إلى أيهما تركن، فلا بدَّ أن تتعلَّم كيف تغلب هواك وشيطانك، وكيف تجتاز وهنك؟
فمن يحمل عبء الرسالة سيتحمَّل البذل والتضحية وسيرى من نفسه خيرًا وسيُري الله من نفسه خيرًا، كما يجاهد أهواءه ويستشعر مسؤولية تحمُّله للوقوف ضد أعداء دينه الذين لا يكلُّون ولا يملُّون عن وضع طرق ممنهجة لهدم ثوابت الدين والعقيدة، ولا تقل “هناك غيري سيقوم ليفعل” بل قم أنت لتفعل، واستحضر أنك وحدك من يُغيِّر ويعمل حتى لا تفتر همَّتك عن العمل، فكثرة الطاعات تبني وتُربي، والنية الصادقة تعين، فمن صدَق الله صدَقه، والمعاصي تهدم وتُظلِم القلب وتزيدك وهنًا.
الفكرة من كتاب يا صاحب الرسالة
“يا صاحب الرسالة أنت قائد التغيير البشري اللازم لوقوع التغيير الإلهي المُرتقب، فكيف نطلبك فلا نجدك!”..
هذا الكتاب لمن يحمل هم الدعوة للإسلام وتكاسل أو فتر عنها، ويناقش الكاتب عدة نقاط مهمة عن حامل لواء الدعوة للإسلام، وصاحب الرسالة كيف يوصلها وكيف يتخيَّر زوجة معه، وما عوائق الدعوة للإسلام، وكيف يكسر هذه العوائق تاركها خلفه مُحقِّقًا عمله ونيَّته بهمَّة وعلو.
مؤلف كتاب يا صاحب الرسالة
خالد أبو شادي: ولد في 18 مارس 1973 بمحافظة الغربية، وهو صيدلي وداعية إسلامي له كتب ومحاضرات توعوية، ويركِّز في دعوته على إصلاح القلوب.
ومن أبرز مؤلفاته: “أول مرة أصلي”، و”ينابيع الرجاء”، و”جرعات الدواء”، و”نطق الحجاب”، و”صفقات رابحة”، و”رحلة البحث عن اليقين”، و”هبي يا رياح الإيمان”، و”سباق نحو الجنان”.