مجلة الرسالة
مجلة الرسالة
كانت المجلة تفتح أبوابها للنابغين من أمثال المؤلف ولو كانوا في مقتبل أعمارهم، فنشرت له بحوثًا شتى عن الغزل في شعر المرأة، وإنجلترا في مرآة حافظ، والجن في منطق الأساطير، وهيام المتصوفين، بالإضافة إلى فصول أخرى تتحدث عن المعاصرين كمحمد عبد المطلب والمنفلوطي وولي الدين يكن مع قصائد اجتماعية وعاطفية، وقد نشر مقالة وهو في الجامعة عن “عمر بن الخطاب الأديب”، حيث كان هذا الموضوع مقررًا على طلاب السنة الثانية في مادة النقد، ولم تكن مراجع هذا الموضوع كثيرة، فكان الأساتذة يخصون مقالاته بالتنويه في محاضراتهم ويدعون الطلاب لقراءتها ونقدها، وقد كان أول عهد الكاتب بها وهو في المعهد الابتدائي إذ كان مداومًا على مطالعتها وكان لها أثر كبير في تعلمه الإنشاء، وأول ما نشر له في “الرسالة” كان ردًّا كتبه وهو في المعهد الابتدائي للأستاذ عبد المتعال الصعيدي تعليقًا على مقالٍ ناقش فيه الأستاذ عبد المتعال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
وقد كانت مكتبة المعهد مشتركة في المجلة وتعرض أعدادها بانتظام في قاعة المطالعة، وكان لدى المؤلف صديق يتناقشان فيما يرد فيها من مواضيع تتعلق بالشعر والأدب وغير ذلك، وحين تأتي العطلة الصيفية كانا يتراسلان أسبوعيًّا حيث لم يكن الكلام يدور إلا عن الرسالة، وكانت مطالعتهما للرسالة سببًا في فتح أبواب التقدير والاحترام من الأقران والمدرسين على حدٍٍّ سواء، حتى في الجامعة ومعهد التربية.
وكانت مجلة الرسالة لا تطرق بابًا واحدًا، بل كانت تتحدث عن العروبة ونصرة الإسلام وبغض الاحتلال كحديثها عن الشعر والأدب والتاريخ، ولا عجب أن يشعر قراؤها بعد ذلك بحبٍ جارفٍ للدول العربية والإسلامية ويشيدون برؤسائها وأدبائها نتيجةً لما زرعته المجلة في قلوب قرائها من حب، فكانت تهتم بقضايا الدول العربية والإسلامية وتعالج مشكلاتها الاجتماعية والأخلاقية وأفسحت صدرها لنخبةٍ متميزة من الكتاب والنقاد، لتكون بحق نعم الرسالة!
الفكرة من كتاب ظلال من حياتي
كان الدكتور محمد رجب البيومي – رحمه الله – صورة واقعية للمثقف المعتز بتراثه، فقد حقق توازنًا كبيرًا بين دراسته الأكاديمية في الأزهر الشريف، وما أنتجه من شعر وقصة ودراسات أدبية؛ فقد كان واحدًا من جيل الرواد الذين أثروا الحياة الأدبية المعاصرة بالعديد من إبداعاتهم ومؤلفاتهم..
هذه سيرة ذاتية كتبها المؤلف عن نفسه، وذكر فيها أحداث حياته منذ أن كان طفلًا وحتى صار كهلًا، ذاكرًا فيها أحوال عائلته وتعليمه وأصدقائه ومن أثر فيه من الكتاب والشعراء، وكيف استفاد منهم.
مؤلف كتاب ظلال من حياتي
محمد رجب البيومي: عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالمنصورة سابقًا، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس تحرير مجلة الأزهر، وولد عام 1923 في الكفر الجديد بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، وحصل على الدكتوراه في الأدب والنقد.
كتب في مجلة الرسالة وكان صديقًا شخصيًّا لأحمد حسن الزيات والإمام عبد الحليم محمود، ومن مؤلفاته: “دمع الحصاد” في رثاء زوجته، و”النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين”، و”حديث القلم”. وحصل على جائزة شوقي بالمجلس الأعلى للآداب والفنون بمصر وعدة جوائز من مجمع اللغة العربية، وتُوفِّي في الخامس من فبراير 2011.