التعلُّم من الظروفِ الصعبة
التعلُّم من الظروفِ الصعبة
كلُ تجربةٍ نعيشها، حتى إرهابَ الحرب، على سبيل المثال، تتيحُ لنا فُرصًا للتعلم. التواجدُ بمعسكرات الاعتقال النازية، كان تجربةً وحشيةً جدًا، فبسببه خَسَرَ السُجناءُ حياتِهِم وممتلكاتِهم وعائلاتِهِم وأصدقائِهِم. كثيرٌ من الناس لم يستطيعوا التعاملَ معها واستسلموا. لكنَّ كثيرين آخرين، وجدوا سببًا للعيش، حتى في ظل هذه الظروف الصعبة.
استطاعَ الناسُ المقاومة بطريقتين، ركّزَ البعضُ على التفكير في مقابلة أحبائِهم مرةً أخرى، تمسّكوا بكل تصميمٍ على البقاء حتى يتمكنوا من العودة إلى حياتهم. وكذلك، ركّزَ آخرون على الأهداف المستقبلية التي كانوا يَحْلُمُونَ بتحقيقها، عندما يتم تحريرُهُم. لأنّ لديهم هدفًا، كان لحياتهم معنى، ورفضوا الاستسلام.
طِبْقًا لنظرية فرويد التي تشرح أسبابَ سعي البشر لتحقيق أهدافهم. كان يُعتقد أن الإنسان لم يكن مختلفًا تمامًا عن الحيوان، وأن كليِهِما كان مدفوعًا بالسعي وراء المتعة، وموجهًا بغرائزه. كانت هذه هي النظرية السارية في ذلك الوقت. على الرُغم من أن فرانكل قد درس نظرية فرويد، إلاّ أن ما اكتشفه في معسكرات الاعتقال فاجأه. أظهرت له التجربةُ أنّ ما يحركُ البشرَ ليس مجردَ المتعة. عندما يكون لَدَى الرجلِ سببٌ حقيقيٌ للعيش، سوف يقاتلُ من أجله، أصبحت تلك الفكرةُ في نِهايةِ المَطَاف الأساسَ للعلاجِ النفسي لفرانكل، وأطلقَ عليها العلاجُ بالمعنى.
الفكرة من كتاب الإنسانُ يبحثُ عن المعنى
يوضِّحُ المؤلفُ “فيكتور فرانكل”، مؤسسُ نظريةِ العلاج بالمعنى، من خلال تجرِبةِ سِجْنِهِ بأحدِ مُعسكرات الاعتقالِ النازية، أنَ هدفَ الحياةِ هو ما يَفْصِلُ الإنسانَ عن الحيوانات، وأنّ هذا الهدفَ ليس مُرتبِطًا بالسعي وراء المتعة فقط، بل بإيجاد ما تحبُهُ والعيشِ من أجله. يُبيِّنُ الكاتب أيضًا، أنه لا يمكننا تجنبُ المعاناة، لكن يمكنُنَا اختيارُ كيفيةِ التعاملِ معها وإيجادِ معنىً لها.
مؤلف كتاب الإنسانُ يبحثُ عن المعنى
فيكتور فرانكل أخصائي الأمراض العصبية، مولود في النمسا، ومؤسس مدرسة العلاج بالمعنى. بعد أن نجا من معسكرات الموت النازية، كتب العديد من الكتب حول كيفية العثور على معنى الحياة.