الاتجاهات المعاصرة للفكر الاقتصادي
الاتجاهات المعاصرة للفكر الاقتصادي
نجد أن تطور المجتمعات أفرز الكثير من المشكلات التي لم تكن موجودة من قبل، فرغم أن البطالة ونقص الطلب كانت الهاجس الأكبر لمجتمع ما قبل الحرب نجد أن الأمر قد انقلب بعد الحرب، فأصبحت المشكلة تتمثَّل في زيادة الطلب عن العرض وتولُّد موجات تضخمية إضافة إلى ظهور ما يسمى بالركود التضخمي في حقبة السبعينيات، حيث عانت بعض الاقتصادات سندان التضخم ومطرقة البطالة! ناهيك عن تطور الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وما استتبع ذلك من ضرورة الاهتمام بمشكلات ميزان المدفوعات وأسعار الصرف ونظم الحماية التجارية.
كما ظهر لون جديد من الكتابات الاقتصادية تمثل في الاهتمام بقضايا التنمية وبخاصةٍ في الدول النامية التي ما زالت تتعثر في أذيالها إلى اليوم، وفي خضم تلك التطورات المتلاحقة برزت تيارات معاصرة في الفكر الاقتصادي كان أهمها المدرسة النقدية التي انتقدت كينز بدعوى اهتمامه بالسياسة المالية على حساب نظيرتها النقدية وإهماله للدور الحيوي الذي تلعبه النقود في الاستقرار الاقتصادي، كما نادت بفكرة الدولة الحارسة وعدم تدخل الدولة بأي شكل كان في النشاط الاقتصادي، وكذلك المدرسة المؤسسية التي أوضحت أن الاقتصاد يحكمه الطابع المؤسسي، وأن السوق ما هي إلى عنصر من عناصر البيئة المؤسسية التي تتضمن البيئة الاجتماعية والقانونية وأساليب الحكم والإدارة، كما شككت في دعوى السلوك الرشيد للفرد والاستقلال في اختياراته، وأظهرت أثر البيئة الاجتماعية في القرارات الاقتصادية.
وجاءت الليبرالية الحديثة لتنادي باحترام الحريات الاقتصادية، ومع ذلك كانت مؤمنة بضرورة تدخل الدولة، ولكن بصورة مقيَّدة ببعض الضوابط عن طريق السياسات المالية والنقدية المختلفة، وذلك حتى لا ينشأ نوع ما من المنافسة بينها وبين القطاع الخاص، وباختصار يمكن القول إن معظم الكتابات المعاصرة في جُلها لم تخرج عن الإطار العام الذي وضعه الآباء الأوائل من أمثال سميث وماركس ومارشال وكينز جيفونز وفالراس، بل كانت أشبه بالتهذيب لتراثهم عبر الاستدراكات ومعالجة بعض أوجه القصور.
الفكرة من كتاب دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر الاقتصادي
“إن أفكار الاقتصاديين الكبار هزت دعائم العالم، والأخطاء التي وقعوا فيها كانت مسؤولة أن تؤدي إلى النكبات!”.
يعدُّ هذا الكتاب سردًا وتحليلًا في الوقت ذاته لأبرز المحطات التي مر بها تدوين علم الاقتصاد منذ الحضارات القديمة حتى اليوم، مبينًا تطور الثراء الفكري للعقل البشري عبر الحقب الزمنية المختلفة.
مؤلف كتاب دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر الاقتصادي
حازم عبد العزيز الببلاوي: أستاذ دكتور في الاقتصاد ومفكر وكاتب مصري، ولد في 17 أكتوبر عام 1936، بالقاهرة، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من فرنسا عام 1964، واختير في 2011 نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للمالية، كما شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء في مصر عام 2013، ويشغل حاليًّا منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي،كما يشغل منصب مستشار صندوق النقد العربي بأبوظبي.
له العديد من المؤلفات، أبرزها:
· النظام الاقتصادي الدولي المعاصر.
· المجتمع العربي في عصر العولمة.