نشأة الرأسمالية المعاصرة
نشأة الرأسمالية المعاصرة
شهدت أواخر القرن الثامن عشر ميلاد النظرية الكلاسيكية في الاقتصاد، ورغم أن الاهتمام بالأفكار الاقتصادية بدأ في الحضارات القديمة فيحسب للمدرسة الكلاسيكية نظم تلك الأفكار المتفرقة في ثنايا كتابات السابقين في عقد فريد تمثل في نظرية علمية لأول مرة تتناول الشأن الاقتصادي بطريقة شاملة ومعمقة، فتشكَّلت آراء تلك المدرسة على يد الآباء التقليديين الأوائل أمثال آدم سميث وريكاردو ومالتس، فأما آدم سميث فيعد الأب الروحي لعلم الاقتصاد المعاصر، وتعد رائعته الموسومة اختصارًا بـ”ثروة الأمم” هي قدس الأقداس للاقتصاديين، حيث كانت أول محاولة منظمة لهتك أستار الاقتصاد، فتكلم سميث عن “اليد الخفية” التي تتحكم في المشهد الاقتصادي من خلف الكواليس، كما شدد على أهمية “المصلحة الخاصة” و”الحرية” بوصفهما وقود قاطرة التنمية، كما أفاض في تقرير أهمية “تقسيم العمل” ودوره في زيادة الإنتاج والرفاهية.
وأما ريكاردو فقد حاول إكمال البناء الذي بدأه سميث، فتمثلت أهم إسهاماته في “النفقات النسبية ونظرية التجارة الخارجية”، حيث أشار إلى أن الدول يجب أن تتخصَّص في إنتاج ما تتمتَّع فيه بميزة نسبية تمكنها من الإنتاج بتكلفة أقل، وعن طريق التجارة مع الدول الأخرى تحصل على ما تحتاج إليه من السلع الأخرى من الدول، وبالتالي يستفيد الجميع كنتيجة للفوائض المتحققة جراء التخصص والتبادل التجاري تبعًا للميزة النسبية، كما أشار ريكاردو إلى ما يسمى بـ”الريع التفاضلي” حيث قسم الأراضي إلى خصبة وأقل خصوبة وينشأ الريع التفاضلي من الفرق بينهما فى التكلفة.
وأما مالتس فقد تمثلت أهم أفكاره في نظرته حول “قضية السكان والموارد”،كان مالتس يري أن السكان والموارد بمثابة فرسي رهان على مضمار الطبيعة، ومن خلال ملاحظاته التاريخية واستقرائه للمستقبل تملَّكته نظرة تشاؤمية، حيث لاحظ أن معدلات الزيادة السكانية تنمو باضطراد بينما معدلات الزيادة فى الموارد الطبيعية لا تتمكَّن من اللحاق بها، ومن هنا كان لا بدَّ من وجود طريقة ما لإحداث التوازن سواء كان ذلك طوعًا أم كرهًا، وقد بنى مالتس نتيجته تلك على مقدمتين، الأولى أنه ليس بإمكان البشر إيجاد طريقة ما للتحكم فى معدلات الزيادة السكانية وتحجيمها، والثانية افتراض ثبات الإنتاج، ولم يأخذ في الاعتبار قضية التطور التكنولوجي وأثره في زيادة كعكة الناتج المحلي، بل حتى لم يدخل عامل الكشوفات الجغرافية واكتشاف موارد جديدة فى تحليله الاقتصادي.
الفكرة من كتاب دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر الاقتصادي
“إن أفكار الاقتصاديين الكبار هزت دعائم العالم، والأخطاء التي وقعوا فيها كانت مسؤولة أن تؤدي إلى النكبات!”.
يعدُّ هذا الكتاب سردًا وتحليلًا في الوقت ذاته لأبرز المحطات التي مر بها تدوين علم الاقتصاد منذ الحضارات القديمة حتى اليوم، مبينًا تطور الثراء الفكري للعقل البشري عبر الحقب الزمنية المختلفة.
مؤلف كتاب دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر الاقتصادي
حازم عبد العزيز الببلاوي: أستاذ دكتور في الاقتصاد ومفكر وكاتب مصري، ولد في 17 أكتوبر عام 1936، بالقاهرة، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من فرنسا عام 1964، واختير في 2011 نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للمالية، كما شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء في مصر عام 2013، ويشغل حاليًّا منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي،كما يشغل منصب مستشار صندوق النقد العربي بأبوظبي.
له العديد من المؤلفات، أبرزها:
· النظام الاقتصادي الدولي المعاصر.
· المجتمع العربي في عصر العولمة.