الفكر السياسي وتطوره
الفكر السياسي وتطوره
يرى سينيكا أن الفرد لا يصل إلى راحة النفس إلا بِتفانيه في أداء أعماله وواجباته، فإن لم يكن الفرد فعالًا فإنه سيقع ضحية لأهوائه، إذ إن كل الأدوار في المجتمع متناسقة بعضها مع بعض، فنصح كل إنسان عاقل بالابتعاد عن ممارسة السياسة لما ارتبط بها من سوء أخلاق وفساد في الدولة أمام ما وصلت إليه روما من وضعية مزرية في عهد نيرون، وعدَّد سينيكا محاسن ما قبل المدينة التي سماها بالعصر الذهبي للمجتمع الإنساني حيث لم توجد فيه صراعات، ولم تكن هناك حاجة إلى وجود حكومات لاستئصال الشر وزرع الأمن والطمأنينة، فاعتبرت السلطة السياسية أفضل دواء للفساد داخل الإنسان.
ويمكن النظر إلى الفكر السياسي، الذي عبرت عنه الحركة الإنسانية في عصر النهضة الأوروبية، باعتباره اتجاهًا آخر يختلف عن النزعة الميكافيلية في مرتكزاتها الفلسفية وتوجهاتها ومقولاتها، ويتناقض معها، وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن الحركة الإنسانية قد ركَّزت بشدة على الفضائل العامة، وعلى القيم والقواعد الأخلاقية والدينية، وأولتها أهمية كبرى في تصوراتها وأفكارها السياسية، بينما نحت النزعة الميكافيلية باتجاه آخر، وشدَّدت على النزعة الفردية والأنانية، ولم تبالِ بالفضائل والقيم إلا بمقدار نفعها، ودعت إلى التزام الحياد فيها.
الفكرة من كتاب موسوعة تاريخ الأفكار ج1
“اليوتوبيا”: كلمة يونانية تعني المكان غير الموجود، أو المكان الموجود في الخيال، والذي يتمتَّع بنظام اجتماعي وسياسي وأخلاقي مثالي، والمجتمع المثالي لا بدَّ أن يكون مجتمعًا أكثر إنسانية يؤكِّد كرامة وقيمة الإنسان، فالإِنسان هو المؤمن بوجود قيم وأخلاق مشتركة بين البشر جميعًا رغم اختلاف أنواعهم وألوانهم وعقائدهم.
مؤلف كتاب موسوعة تاريخ الأفكار ج1
مرفت عبد الناصر، استشاري وأستاذ الطب النفسي الزائر، بجامعة كوليدج في لندن، حاصلة على زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسانيين، لها مؤلفات مهمة عن دور الثقافة في نشأة المرض النفسي باللغة الإنجليزية، والعديد من المقالات في الأدب والنقد والفلسفة وعلم المصريات باللغة العربية، من أعمالها سلسلة مصورة من أربعين جزءًا عن تاريخ مصر القديم للأطفال من (1997: 2002).