كارثة حياتهم
كارثة حياتهم
تغيرت حياة آل كوري بعد كل هذه الشهرة والأضواء إلى الأفضل، وتهافت العالم وكبرى الشركات للحصول على الراديوم وتسابق العلماء في التطبيقات الطبية له، وعلى الرغم من ذلك فإن الحالة الصحية لبير كوري تدهورت كثيرًا في آخر أيامه، وعلى الرغم من أنه لاحظ موت جميع حيوانات المعمل التي تعرضت لإشعاع الراديوم فلم يربط هذا بتدهور صحته بسبب هذه المادة، وظل يشعر بالوهن والضعف وآلام العظام لدرجة أنه لم يعد قادرًا بنفسه على ارتداء ملابسه دون مساعدة.
وفي أثناء ذهابه إلى عمله كان يعرج بشكل ملحوظ، وقتها كانت السماء تمطر بغزارة والشوارع مزدحمة وكانت عربة تجرها الخيل مسرعة فصدمه أحد الأحصنة فتحطمت جمجمته، فتوفي على الفور، وكان عمره وقتها تسعة وأربعين عامًا، ونُشر خبر موته على أنه كان حادثًا، ودون أي إشارة إلى إتلاف عظامه بسبب اليورانيوم، وأصبح المعمل يشغل كل وقت ماري وملاذها واستأنفت عملها كما شغلت منصب زوجها بعد وفاته، واستمرت في البحث والتجارب بكل طاقتها، حتى حصلت على جائزة نوبل عام ١٩١١ للمرة الثانية، ولكن هذه المرة في الكيمياء.
وبعد استلام الجائزة بتسعة عشر يومًا نقلت إلى المستشفى وتعددت الأقوال حول مرضها، قيل توعك بالكلى وقيل إنها تعاني “السل”، وبعد أن خضعت لعملية جراحية بالكلى بعد أن بدأ جسمها ينهار بسبب الضعف الشديد للنخاع الذي لم يتحمل تعرضه للإشعاعات الكثيرة دخلت في غيبوبة ثم ماتت بعد أن تركت حياة حافلة بالعلم والعمل.
الفكرة من كتاب هوس العبقرية.. العالم الداخلي لماري كوري
سيدة لا ينساها التاريخ خصوصًا في مجالي الفيزياء والكيمياء، فقصة كفاحها ألهمت جميع النساء على مر العصور، إنها ماري كوري..
يعرض هذا الكتاب العالم الداخلي والحياة السرية لماري كوري عن قرب كما كتبت في مذكراتها، وشهادات عائلتها، تتبع المؤلفة فيه سيرة حياتها منذ النشأة والطفولة مرورًا بأبرز محطات حياتها وتكوينها العلمي ونشاطها، حتى الأيام الأخيرة في حياتها، تعرض فيه أهم الأحداث الفارقة والصعوبات التي تفوَّقت عليها، حتى أصبحت أول سيدة تحصل على منصب أستاذ في جامعة السوربون، وأول امرأة تفوز بجائزة نوبل ليس مرة، بل اثنتين، الأولى بالاشتراك مع زوجها وهنري بيركل، والثانية منفردة، حتى وصلت إلى خمس جوائز نوبل هي وزوجها وابنتها، وتم عرض قصتها ورحلتها في فيلم سينمائي.
مؤلف كتاب هوس العبقرية.. العالم الداخلي لماري كوري
باربارا جولدسميث Barbara Goldsmith: مؤلفة وصحفية أمريكية، حصلت الدكتوراه، وجائزة أفضل كاتب للعام من بوسطن جلوب، وجائزة إيمي مرتين، وهي تكتب في عدة صحف مشهورة مثل: “نيويورك تايمز”، وتندرج كتبها تحت قائمة الأكثر مبيعًا مثل رواية “رجل القش”، و”القوى الأخرى: عصر التضرع والروحانية”، و”أخيرًا سعداء”، و”هوس العبقرية” الذي يعد من أشهر كتبها، وتوفيت عام ٢٠١٦.