جامعة السوربون ورفيق الدرب
جامعة السوربون ورفيق الدرب
عندما استقرت أمور الأسرة وحصل والدها على وظيفة تركت ماري العمل واستعدت للذهاب إلى باريس للحصول على الدرجة العلمية في العلوم، بعد أن تخرجت أختها في كلية الطب وسافرت في نهاية نوفمبر ١٨٩١، وكانت وقتها في الثالثة والعشرين من عمرها، وذهبت تسجِّل للدراسة فتعجبت من نظام الدراسة في الجامعة آنذاك، حيث كان الطلاب يلتحقون بالدراسات التي يرغبون فيها في أي وقت يريدون، والامتحانات تطوعية يمكن للطالب أن يجتازها في أي وقت، وكل ذلك بالمجان وبحضور أفضل الأساتذة في العالم.
وعلى امتداد عامين ونصف من الحرمان والاقتصاد في نفقات العيش من مسكن ومأكل وملبس، كان ترتيبها الأول على دفعتها التي تزيد على ألفي طالب، وحصلت على منحة لدراسة ورصد الخواص المغناطيسية لأنواع الصلب المختلفة ومكافأة مالية تُعينها على العيش.
وذهبت إلى لقاء فيزيائي غير مشهور سمعت أنه من أفضل خبراء فرنسا في قوانين المغناطيسية والذي اخترع عددًا من الأجهزة التي يمكنها أن تساعدها، وهو بير كوري -الذي سيصبح زوجها فيما بعد- وبعد أول لقاء وجدا أن لهما نفس الميول والاهتمامات ووجهة النظر، وكان يزدري المرأة ويرى أن وجودها في حياته تلهيه عن عمله والعلم، وكان مترددًا في كل ما يقوم به في حياته، لكن بعد أن دخلت ماري حياته صمَّم على أن تصبح شريكة حياته وكانت تبادله نفس الشعور أيضًا، وتزوجا في ١٨٩٥ بعد قصة حب كانا فيها عاشقين.
الفكرة من كتاب هوس العبقرية.. العالم الداخلي لماري كوري
سيدة لا ينساها التاريخ خصوصًا في مجالي الفيزياء والكيمياء، فقصة كفاحها ألهمت جميع النساء على مر العصور، إنها ماري كوري..
يعرض هذا الكتاب العالم الداخلي والحياة السرية لماري كوري عن قرب كما كتبت في مذكراتها، وشهادات عائلتها، تتبع المؤلفة فيه سيرة حياتها منذ النشأة والطفولة مرورًا بأبرز محطات حياتها وتكوينها العلمي ونشاطها، حتى الأيام الأخيرة في حياتها، تعرض فيه أهم الأحداث الفارقة والصعوبات التي تفوَّقت عليها، حتى أصبحت أول سيدة تحصل على منصب أستاذ في جامعة السوربون، وأول امرأة تفوز بجائزة نوبل ليس مرة، بل اثنتين، الأولى بالاشتراك مع زوجها وهنري بيركل، والثانية منفردة، حتى وصلت إلى خمس جوائز نوبل هي وزوجها وابنتها، وتم عرض قصتها ورحلتها في فيلم سينمائي.
مؤلف كتاب هوس العبقرية.. العالم الداخلي لماري كوري
باربارا جولدسميث Barbara Goldsmith: مؤلفة وصحفية أمريكية، حصلت الدكتوراه، وجائزة أفضل كاتب للعام من بوسطن جلوب، وجائزة إيمي مرتين، وهي تكتب في عدة صحف مشهورة مثل: “نيويورك تايمز”، وتندرج كتبها تحت قائمة الأكثر مبيعًا مثل رواية “رجل القش”، و”القوى الأخرى: عصر التضرع والروحانية”، و”أخيرًا سعداء”، و”هوس العبقرية” الذي يعد من أشهر كتبها، وتوفيت عام ٢٠١٦.