النصيحة لصناع الحياة واجبة
النصيحة لصناع الحياة واجبة
قد يجانب من يختار صناع الحياة للإعداد الصائب، فيختار أوهنهم ويظن أنه أفضلهم، وبهذا يظن من تم اختياره أنه فوق النصيحة، وأنه بلغ كل مبلغ في العلم، وقد يميل إلى التشدد، والبقاء على القديم دون أدنى اعتبار لمتطَّلبات الواقع، وقد يعوزه فَهم كيفية أداء ما وكل إليه القيام به، ومكانته من جوانب العمل الأخرى، أو يعتمد على المشاعر والعواطف فقط، دون طرح حلول عملية، أو تدبير مجموعة من الخطط لكل حقل وميدان، على المستوى البعيد والمتوسط والقريب، فتكون حينها النصيحة له واجبة.
فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى العروق في الدم، والأنا البشرية تتضخَّم إذا خرجت من الإطار الكلي الذي يخبر الإنسان أن هناك إلهًا عظيمًا، وحياة أخرى يرجع إليها، وأنه موقوف ومحاسب أمام الله. ننصحه ونخبره أن محبة الله وتوفيقه لعباده، ليس بمحض اجتهادٍ منه، بل هبة من الله (تعالى) يمنحها لعبده في ساعة رضا عليهِ، فهو (سبحانه) يهب من يشاء، ويمنع عمن يشاء، وما على المرء سوى أن يتعظ من هذه الحقيقة، وأن يعمل حسابًا لسخط الله عليه، فيهتم بما بينه وبين الله أكثر من اهتمامه بما بينه وبين الناس، وإن أدرك هذه الحقيقة لم يخَف قوة ظالم، ولا بطش باطش، وعليه الخروج من مرحلة التعلُّم وأولويات الطلب للتخصص فيفيد الناس بفتح أبواب جديدة، لم يسبقه إليها أحد، غير معتمد على العاطفة وحدها وجهل الناس بما يكون عليه العلم الحقيقي.
الفكرة من كتاب صناعة الحياة
تعني نظرية صناعة الحياة أننا ننظر إلى إدارة الحياة على أنها (صنعة)، لها فنونها الخاصة، وتنميها الخبرة المكتسبة إذا تراكمت، وتستلزم مهارة، ونحن نريد تسيير الحياة في تيار واحد، ولجعل هذا التيار يصب في الوادي الإسلامي فعلينا معرفة خصائص البشر الفطرية وأسرار علاقاتهم، وهي في خلاصتها تنبيه على ضرورة إمساك الدعاة بمصادر القوة العلمية والمحركات العاطفية، والأمور المالية، فيخبرنا الكاتب عن مضمون هذه النظرية، وكيف نعد هؤلاء الصناع، وكيف نختارهم، وندربهم لرفع راية دينهم، مسترشدًا بالقوانين الثابتة في الكون وبأعمال السابقين.
ويخبرنا أنه من الممكن تقسيم الحياة لخططٍ متدرجة، فيكون الخط الأمامي لما يلهب مشاعر الناس، ويحركهم، يليه خط امتداد خلفي من صناع الحياة، ثم خط تركيز خلفي ثانٍ تمثله التربية الأسرية، وخط تطوير ثالث يمثله البناء التخصصي لصناع حياة جدد، فنكون بهذا علقنا الظاهرة الدعوية بالظواهر الكونية القدرية، كالولاء والقدر.
مؤلف كتاب صناعة الحياة
محمد أحمد الراشد: كاتب وداعية إسلامي، ولد في الثامن من يوليو، عام ألفٍ وتسعمائة وثمانية وثلاثين، درس في كلية الحقوق، وتتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر من أهم منظري ومؤلفي الحركة الإسلامية، فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات وتأكيد الأخلاق الإسلامية، وكتبه خليط مميز من الأدب والفقه.
ومن مؤلفاته:
فقه الحياة.
آفاق الجمال.
سلطان الإيمان.
صراطنا المستقيم.