ثغرة الدفرسوار وسلاح البترول
ثغرة الدفرسوار وسلاح البترول
يروي لنا المُشير أحمد إسماعيل أن سبب تطوير الهجوم، وما نتج عنه من ثغرة الدفرسوار، أنه في 10 نوفمبر عام 1972 سافر إلى سوريا لإقناع الرئيس الأسد بدخوله الحرب مع مصر، واتفقا أنه لن يتخلى أيٌّ من الطرفين عن الآخر في أثناء الحرب، وكان الهدف من دخول سوريا الحرب ألا يُركز العدو على جبهة واحدة، وحينما قامت إسرائيل بتركيز هجومها على سوريا، طلب السوريون أن يُخفف عنهم الضغط، فكان لزامًا على مصر منع إسرائيل من التركيز على الجبهة السورية.
كما أن تطوير الهجوم وإن لم يحقِّق الأهداف الكاملة إلا أنه حقق الأهداف الرئيسة منه، فقد تم تخفيف الضغط على سوريا، حيث قام العدو بسحب الطيران والمدرعات من أمام الجبهة السورية، ووضعها أمام الجبهة المصرية، وتم إحداث خسائر فادحة في العدو، واكتسبت مصر المزيد من الأرض.
ورأى العدو بعد ذلك أن يقوم بالتركيز على الجبهة المصرية، وحاول أن يُحدث العديد من الثغرات لكن لم ينجح إلا في واحدة التي تعرف بثغرة الدفرسوار، وقامت القوات المصرية باستنزاف العدو في الثغرة، من خلال 493 عملية عسكرية، نتج عنها خسائر للعدو في المعدات والأرواح، وهذا ما أجبر العدو على الانسحاب بعد توقيع اتفاقية الفصل بين القوات، فلو كان الموقف في صالحه، ما كان لينسحب ويترك موقعه في غرب القناة مطلقًا.
كانت إسرائيل والدول الداعمة لها يخشون من اجتماع كلمة العرب واستخدامهم سلاح البترول، وكانوا يبرِّرون لشعوبهم أن العرب لن ينجحوا في ذلك، وقد قالت جولدا مائير: إنهم إذا فعلوا ذلك فسيشربونه، وقرَّر العرب وقف تصدير البترول للدول الداعمة لإسرائيل، ولم يشرب العرب بترولهم.
الفكرة من كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
تمَّ اختزال حرب أكتوبر في رجلين: الرئيس السادات، والرئيس الأسبق مبارك، ومن ثمَّ تم تعريض الكثير من الوقائع للمحو أو التزوير والطمس، لكن بعد مرور 39 عامًا على وفاة المُشير أحمد إسماعيل، وبالتحديد في عام 2013 خرجت مذكِّراته إلى النور كاشفةً عن أحداثٍ كثيرة، فقد رأت أسرة المُشير عدم عِلم الكثير من المصريين بدور المُشير في الحرب، بل لا يعلمون حتَّى اسمه، كما وجدت أن هناك أمورًا كثيرة تُعرَض في الإعلام لا تتوافق مع ما لديهم من معلومات ووثائق تركها المشير.
مؤلف كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
المُشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة المصرية في أثناء حرب أكتوبر؛ شارك في جميع حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، وثاني ضابط مصري يصل إلى رتبة مُشير، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى، تُوفِّي يوم 25 ديسمبر 1974، وقبل وفاته بأيام صنَّفتهُ مجلَّة الجيش الأمريكي ضمن أكثر 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت إلى الحرب تكتيكًا جديدًا.
مجدي الجلاد صحفي، هو رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية، وهو أول من شغل المنصب منذ تأسيس الجريدة.