ثورة التصحيح
ثورة التصحيح
في 15 مايو 1971 اتخذ الرئيس السادات قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى التي كانت تتبع عبد الناصر فيما يُعرف بثورة التصحيح، وخلَّصَ الإنسان المصري ممن يتحكَّمون في مصيره، ويذكر أحمد إسماعيل أن السادات كان يعلم أن سبب إحالته للمعاش هي شلَّة عبد الحكيم عامر والفريق محمد فوزي، فبمجرد أن قام السادات بثورة التصحيح وأعاد هيكلة الحكومة والجيش، طلبه ليصبح رئيسًا للمخابرات العامة المصرية.
وبعد تولي أحمد إسماعيل لرئاسة جهاز المخابرات العامة، رأى أن أول ما يجب أن يقوم به هو إعادة الثقة بين المخابرات العامة والشعب، وتبديل الصورة المرسومة عن المخابرات في أذهان الشعب، وأعلن مسح مصطلحات غسيل المخ وإدارة التعذيب من قاموس المخابرات، وكان يرى أنه يجب أن يكون جهاز المخابرات صديقًا للشعب، لا سيف مصلت على الشعب المصري أو العربي عمومًا؛ ومنع جميع الأنشطة التي كانت تقوم بها المخابرات في داخل مصر أو الدول العربية.
وفي أثناء رئاسته لجهاز المخابرات تم كشف العديد من شبكات التجسُّس الإسرائيلية في داخل مصر وخارجها، مثل الجاسوسة “هبة سليم” التي كانت على علاقة بأحد المصادر المهمة داخل الجيش، والجاسوس “راندوبولو” الذي كان على تواصل مع شخصيات مهمة في الدولة، وكذلك الجاسوسة “مس سوين” التي كانت تعمل سكرتيرة في القنصلية الأمريكية، وغيرهم.
الفكرة من كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
تمَّ اختزال حرب أكتوبر في رجلين: الرئيس السادات، والرئيس الأسبق مبارك، ومن ثمَّ تم تعريض الكثير من الوقائع للمحو أو التزوير والطمس، لكن بعد مرور 39 عامًا على وفاة المُشير أحمد إسماعيل، وبالتحديد في عام 2013 خرجت مذكِّراته إلى النور كاشفةً عن أحداثٍ كثيرة، فقد رأت أسرة المُشير عدم عِلم الكثير من المصريين بدور المُشير في الحرب، بل لا يعلمون حتَّى اسمه، كما وجدت أن هناك أمورًا كثيرة تُعرَض في الإعلام لا تتوافق مع ما لديهم من معلومات ووثائق تركها المشير.
مؤلف كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
المُشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة المصرية في أثناء حرب أكتوبر؛ شارك في جميع حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، وثاني ضابط مصري يصل إلى رتبة مُشير، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى، تُوفِّي يوم 25 ديسمبر 1974، وقبل وفاته بأيام صنَّفتهُ مجلَّة الجيش الأمريكي ضمن أكثر 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت إلى الحرب تكتيكًا جديدًا.
مجدي الجلاد صحفي، هو رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية، وهو أول من شغل المنصب منذ تأسيس الجريدة.