خطَّة في درج المكتب
خطَّة في درج المكتب
في أثناء عُزلة أحمد إسماعيل في بيته لاحت في رأسه خطة عسكرية، قام بتدوينها بالتفصيل، وهَمَّ بإرسالها إلى الرئيس عبد الناصر، ولكنه تراجع عن إرسالها حتى لا يُعتقد أنه يُريد بذلك العودة إلى الجيش مرَّة أخرى، فقام بوضعها في درج مكتبه.
ومن أهم النقاط الأساسية للخطة أن هدف إسرائيل الضغط المستمر على مصر عن طريق تفوق قواتها الجوية التي تستخدمها في ضرب مواقعنا باستمرار كنوع من الحرب الوقائية، بغرض التأثير النفسي والدعاية للإيحاء أمام العالم أنها لا تزال وستظل متفوقة علينا، وتريد أن يفقد الشعب الثقة بالقوات المسلحة، وتفقد القوات المسلحة ثقتها بنفسها، وإرغام القيادة السياسية على قَبول حل سلمي غير عادل.
بينما موقف القوات المصرية رغم التطوير المستمر للقوات الجوية والتسليح والتدريب، وتفوُّق قواتنا البرية فإنه غير مؤثر طبقًا للأوضاع الحالية، فلا يسمح ذلك بهجوم شامل لتحرير جميع الأراضي المحتلة، من ثم فإن فكرة العملية العسكرية يجب أن تتم بالمواجهة المباشرة عن طريق عبور قناة السويس، والسيطرة على مسافة تتراوح بين 10 و15 كيلو مترًا شرق القناة، وإطالة أمد الحرب، واستعادة الأرض تدريجيًّا.
الفكرة من كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
تمَّ اختزال حرب أكتوبر في رجلين: الرئيس السادات، والرئيس الأسبق مبارك، ومن ثمَّ تم تعريض الكثير من الوقائع للمحو أو التزوير والطمس، لكن بعد مرور 39 عامًا على وفاة المُشير أحمد إسماعيل، وبالتحديد في عام 2013 خرجت مذكِّراته إلى النور كاشفةً عن أحداثٍ كثيرة، فقد رأت أسرة المُشير عدم عِلم الكثير من المصريين بدور المُشير في الحرب، بل لا يعلمون حتَّى اسمه، كما وجدت أن هناك أمورًا كثيرة تُعرَض في الإعلام لا تتوافق مع ما لديهم من معلومات ووثائق تركها المشير.
مؤلف كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
المُشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة المصرية في أثناء حرب أكتوبر؛ شارك في جميع حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، وثاني ضابط مصري يصل إلى رتبة مُشير، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى، تُوفِّي يوم 25 ديسمبر 1974، وقبل وفاته بأيام صنَّفتهُ مجلَّة الجيش الأمريكي ضمن أكثر 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت إلى الحرب تكتيكًا جديدًا.
مجدي الجلاد صحفي، هو رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية، وهو أول من شغل المنصب منذ تأسيس الجريدة.