العدوان الثلاثي 1956
العدوان الثلاثي 1956
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، كانت الحاجة ملحَّة إلى التحرر من احتكار بريطانيا توريد السلاح لمصر، والتوجُّه نحو الاتحاد السوفييتي، وتلك النية للتوجه نحو الاتحاد السوفييتي لم تكن جديدة، فقد كانت موجودة منذ عهد الملك فاروق، واستطاعت مصر في عام 1955 أن تقنع موسكو ببيع السلاح لها، وكان يتم ذلك بسريَّة تامة، وعبر وسطاء، فكان السلاح يأتي إلى مصر عن طريق تشيكوسلوفاكيا، وأُسنِدَ تدريب الجنود والضباط على الأسلحة السوفييتية إلى أحمد إسماعيل.
ولكن سرعان ما انتشرت أخبار الأسلحة السوفييتية ووصلت إلى إسرائيل مما أزعجها، ودفعها للانضمام إلى الحرب بجانب بريطانيا وفرنسا- فيما يعرف بـ”العدوان الثلاثي”- لتشلَّ أي تطور وتقدم عسكري لمصر، بعد قرار تأميم عبد الناصر قناة السويس، ويرى المشير أحمد إسماعيل أن مسار الحرب أكَّدَ فشل المُشير عبد الحكيم عامر بصفته قائدًا عسكريًّا، وكذلك قائد سلاح الطيران الفريق صدقي محمود؛ وتوقَّعَ جميع ضباط الجيش أن تتم إقالتهما، لعدم إدراكهما حقيقة المعركة، وعدم فهمهما لأبسط الأمور العسكرية المتعلقة بالمعارك.
لكن على غير المتوقَّع أبقى عبد الناصر على المُشير عامر، وقام عامر بمعارضة إقالة الفريق صدقي محمود أو محاسبته، وكان الجميع يرون وجود المُشير عامر في هذا المنصب كونه مُجرَّد صديق لعبد الناصر، بل إن مجلس قيادة الثورة منذ البداية كان يُعارض تعيين عبد الحكيم عامر وزيرًا للحربية لضعف إمكانياته كقائد عسكري.
الفكرة من كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
تمَّ اختزال حرب أكتوبر في رجلين: الرئيس السادات، والرئيس الأسبق مبارك، ومن ثمَّ تم تعريض الكثير من الوقائع للمحو أو التزوير والطمس، لكن بعد مرور 39 عامًا على وفاة المُشير أحمد إسماعيل، وبالتحديد في عام 2013 خرجت مذكِّراته إلى النور كاشفةً عن أحداثٍ كثيرة، فقد رأت أسرة المُشير عدم عِلم الكثير من المصريين بدور المُشير في الحرب، بل لا يعلمون حتَّى اسمه، كما وجدت أن هناك أمورًا كثيرة تُعرَض في الإعلام لا تتوافق مع ما لديهم من معلومات ووثائق تركها المشير.
مؤلف كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
المُشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة المصرية في أثناء حرب أكتوبر؛ شارك في جميع حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، وثاني ضابط مصري يصل إلى رتبة مُشير، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى، تُوفِّي يوم 25 ديسمبر 1974، وقبل وفاته بأيام صنَّفتهُ مجلَّة الجيش الأمريكي ضمن أكثر 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت إلى الحرب تكتيكًا جديدًا.
مجدي الجلاد صحفي، هو رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية، وهو أول من شغل المنصب منذ تأسيس الجريدة.