المرأة في الإسلام
المرأة في الإسلام
كرَّم الإسلام المرأة ورفع قدرها وحرَّرها من الرق والظُّلم، فجعل لها حقوقًا في الزواج والتعليم والتربية والرعاية والعمل، ودورها واضح جليل ومهم ولكن لا يلتفت إليه أحد، بسبب تركيز الغرب على أن المرأة لا دور لها إن لم تشارك في ساحات الحرب وميادين العمل للتنافس مع الرجال، وقد نال الظلم منهج المسلمين وبيت المرأة وحجابها، ومنذ ذلك الحين تخلَّل التشوُّه المجتمعات الإسلامية التي تأثرت بقوانين حقوق المرأة والإنسان ونداء الغرب لتحريرها، فساءت أحوالهم وانهدمت بعض البيوت، وأصبحت المرأة مرتكزة على فكرة المنافسة مع الرجل والمساواة معه وأصبح الرجل أقل نضجًا وأكثر تخوُّفًا من بناء بيت والزواج، فازدادت نسبة الطلاق وارتفعت نسبة العنوسة ونشأت عداوة بينهما، إضافةً إلى الأحوال الاقتصادية والاجتماعية السيِّئة التي أثرت فيهم.
وبدأت هذه الفكرة من تحرير المرأة في الغرب من أوائل القرن التاسع عشر، ثم صارت قوانين تحت “حقوق الإنسان”، أو “حقوق المرأة”، أو “الحركة النسوية أو الأنثوية”، فصارت أساسًا في إظهار المرأة لمفاتنها وخلع حجابها وتهب جسدها دون زواج لمن تشاء، بل وصل الأمر إلى طلب تعدُّد الأزواج للمساواة مع الرجل في تعدُّد الزوجات، وقيل إن الأم تقع تحت سيطرة زوجها وتلد فقط لأنها تقع تحت ظلم “عبودية التناسل” ليس عن رضا منها، فقد قيل إن وظيفتها هذه عبودية، وإن الخروج من بيتها ومطالبة المجتمع يحدث لأجل مساواتها مع الرجل في كل شيء، وصارت هناك دعوات للإباحية والعلاقات غير الشرعية والشذوذ، مع تزايد عدد الأجنة غير الشرعية أو المقتولة بالإجهاض، وتورَّط في كل هذا عدد كبير من السياسيين ورجال أعمال وقساوسة بالغرب.
وهناك مطالب أخرى أعجب من ذلك وأسوأ للحركات النسوية، وكل هذه المظاهر ما هي إلا تعبير عن الفجور وليس التحرُّر، فالحرية هنا تجاوزت الفطرة والمقبول، وأصبح المجتمع لا أسس له ولا بيت ولا فطرة سليمة، وانتشرت التشوُّهات النفسية وعدد ضحايا لا بأس به من مراهقين ومراهقات وقعوا تحت هذا الزيف المُساق تبعًا للهوى والشهوة لا غير.
الفكرة من كتاب مصطلح حرية المرأة
لقد أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة، ورفع من شأنها وحرَّرها من الاستعباد والرق، وارتقى بها لتكون مختلفة عن غيرها من النساء وحرَّرها من عادات وتقاليد مهينة.
يأتي هذا الكتاب ردًّا على المفاهيم الغربية حول تحرير المرأة من قيود المجتمع المسلم الذي ينتهك حقوقها ويخذلها في إطار القهر والظُّلم والقمع، ويتطرَّق فيه الكاتب إلى التناقض الذي يطرحه الغرب، إذ إن تحريرها ما هو إلا تخليها عن فروض دينها ومبادئها إلى الحرية المطلقة، مشيرًا إلى أن الخطاب القرآني الموجَّه إليها ما هو إلا حصن لها.
مؤلف كتاب مصطلح حرية المرأة
محمد حسن عقيل موسى الشريف: داعية إسلامي سعودي، إمام وطيار وأستاذ جامعي، وكاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، ومتخصِّص في القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، وقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم.
وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381 هـ /1961م، وله كتب ومجلدات عدة، منها:
عجز الثقات.
التوريث الدعوي.
أثر المرء في دنياه.
الهمة طريق إلى القمة.