ضوابط حول مسألة تحرير المرأة
ضوابط حول مسألة تحرير المرأة
يضمن الإسلام للمرأة حقوقها والحرية المطلوبة المنضبطة التي تعود عليها بالنفع، فحتى الحرية كما هو معروف لها ضوابط تؤخذ بها، فإن منهج الإسلام في صيانة المرأة لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ونبَّه إليها، وما دامت مسلمةً فليس لها الِخيار غير الطاعة والانصياع للأوامر وضبط حريتها، فتكون بذلك حقَّقت العبودية الصحيحة لله، فمثلها مثل نساء الصحابة والتابعين وغيرهن من الصالحات قد عشن بأوامر الله ونواهيه وضبطن حياتهن دون زيغ أو زلل لأفكار الغرب، فلم يعكِّر صفو حياتهن ولا جعلهن في ظلم وجهل وظلام، بل على النقيض كنَّ أمهات وزوجات ومعلِّ مات صالحات وصاحبات علم وعمل، يقول مثنى الكردستاني: “ليس ما تراه المرأة حقًّا لنفسها هو حق لها بالضرورة، وكذلك الرجل، فليس له أن يقرِّر حقوقه ويتوسَّع فيها على حساب المرأة بهوى أو تحيُّز دون الوقوف على محكمات الدين وآياته البينات، فهناك الخالق العظيم الذي لا يحابي ذكرًا ولا أنثى، ولا يجامل أحدًا في الحق، وهو الذي يبيِّن للجميع حدودهم وحقوقهم وواجباتهم في المقدار المتعلِّق بـ”الثوابت والقطعيات”.
فالغرب لا يتبع منهجًا دينيًّا واضحًا عادلًا من الله تعالى كما أُنزل إلى نساء المسلمين، وإن كان عنده منهج فهو لا يتبعه بجانب التحريف الذي أُدخل عليه، لذا فهو يميل إلى الانحراف التام عن الحق والحرية الضابطة للمرأة والأحكام الفاصلة لها، فلا يعبأ إلا بالأحكام الهوائية وينصاع لشهواتها وتحقيقها، فسبَّب انتكاسات فطرية بيِّنة للمجتمع ككُل، حتى صارت المرأة حديث الجميع بحقوقها وصارت سلعة تُباع وتُشترى من التلفاز حتى البيت، لكن الإسلام حفظها قرونًا عدة بمنهج سليم وواضح حتى حدثت بعض التشوُّهات للمجتمع الإسلامي وقلَّت هيمنة الدين والانصياع له، وحلَّت محله أكثر العادات والتقاليد البشرية وظهرت سطوة الغرب، ما أحدث فجورًا في المجتمع وظلمًا للمرأة.
الفكرة من كتاب مصطلح حرية المرأة
لقد أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة، ورفع من شأنها وحرَّرها من الاستعباد والرق، وارتقى بها لتكون مختلفة عن غيرها من النساء وحرَّرها من عادات وتقاليد مهينة.
يأتي هذا الكتاب ردًّا على المفاهيم الغربية حول تحرير المرأة من قيود المجتمع المسلم الذي ينتهك حقوقها ويخذلها في إطار القهر والظُّلم والقمع، ويتطرَّق فيه الكاتب إلى التناقض الذي يطرحه الغرب، إذ إن تحريرها ما هو إلا تخليها عن فروض دينها ومبادئها إلى الحرية المطلقة، مشيرًا إلى أن الخطاب القرآني الموجَّه إليها ما هو إلا حصن لها.
مؤلف كتاب مصطلح حرية المرأة
محمد حسن عقيل موسى الشريف: داعية إسلامي سعودي، إمام وطيار وأستاذ جامعي، وكاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، ومتخصِّص في القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، وقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم.
وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381 هـ /1961م، وله كتب ومجلدات عدة، منها:
عجز الثقات.
التوريث الدعوي.
أثر المرء في دنياه.
الهمة طريق إلى القمة.