قوة الحب والشعور بالاستحقاق
قوة الحب والشعور بالاستحقاق
إن الحب هو أسمى شعور في حياتنا، وهو أساسي لتكوين خبرات إنسانية سليمة، ونحن لولا الشعور بالحب فإننا نعاني ونتألم، ولكي نختبر الحب والانتماء الصحيحين فلا بدَّ أن نؤمن أننا جديرون بهما في هذه اللحظة دون أي شروط أو قيود، فالحب الصحي لا يتطلَّب تغيير ماهيتنا لكي نشعر بالانتماء، بل يسمح لنا أن نكون تمامًا كما نحن على طبيعتنا وكما نحب، بعكس الاندماج الذي يفرض علينا أن نتحول إلى ما نعلم أنه سيجعل المجتمع يتقبَّلنا، هذا التحول الذي سوف يؤثر سلبًا بالتأكيد في تقبلنا لأنفسنا وحبنا لها.
إن حب الذات وتقبُّلها ليس أمرًا اختياريًّا، بل هو ضروري لتكون نفوسنا سليمة، ولكي نتمكَّن من ممارسة الحب ومعايشته بطريقة صحيحة وليس مجرد البوح به.
وأهم الأمور التي تقف عائقًا أمام تجربتنا للحب هي مشاعر الألم أو الإحباط والخزي، وهذه المشاعر يمر بها كل البشر ويخشونها، وهي مختلفة تمامًا عن مشاعر الإحساس بالذنب أو تأنيب الضمير، إذ إنها مشاعر سلبية محبطة تجعلنا نشعر بالدونية وعدم الكفاية، وأننا غير جديرين بالحب، أما الإحساس بالذنب فهو إدراك واعٍ لوجود خطأ في سلوكياتنا وتصرفاتنا يمكن أن يتُدارَك ويُصحَّح عن طريق المتابعة، لذلك فهو يُعتبر من المشاعر الضرورية التي تسهم في تحسين الذات وتطويرها، ولكي نتخلَّص من مشاعر الخزي والألم ونتجنَّب سيطرتها على حياتنا يجب أن نطوِّر وسيلة تجعلنا نتقبَّلها بمرونة عن طريق التوقف لحظة لكي نستوعبها ونعترف بها ونتحدث عنها مع شخص نستطيع التواصل معه على نحو صحيح إذ كلما دفناه في داخلنا زادت سيطرته علينا.
الفكرة من كتاب نعمة عدم الكمال: تخل عمن يفترض أن تكون عليه وتقبل ذاتك
في هذا الكتاب؛ تقدم الكاتبة ما يعنيه أن نعيش حياتنا بكامل قلوبنا ونصدق أننا جديرون بالحب رغم عدم كمالنا ومثاليتنا، وكيف نعيش هذه الرحلة الواعية عن طريق ممارسات يومية، ونغوص في بحر نفوسنا لنكتشف الطريقة الصحيحة لإنقاذ أنفسنا في لحظات الضعف والخزي والألم، فتقبُّل الضعف والرقة لا يعارض ولا يقل أهمية عن تنمية المعرفة والسعي وطلب القوة، ونحن في رحلة تتطلَّب عمل العقل بقدر ما تتطلَّب عمل القلب، والكثيرون منا يقصرون في عمل القلب.
مؤلف كتاب نعمة عدم الكمال: تخل عمن يفترض أن تكون عليه وتقبل ذاتك
برينيه براون Brené Brown باحثة وكاتبة وأستاذة جامعية، عضو هيئة البحث في كلية الدراسات العليا للعمل الاجتماعي بجامعة هيوستن، قضت أكثر من سبع سنوات في دراسة مشاعر الخزي والألم وكيفية التعامل معها والمرونة المطلوبة للعبور منها لنصل في النهاية إلى العيش بكامل قلوبنا ممتنِّين لكوننا بشرًا جديرين بالحب، وتم اختيارها واحدة من أكثر خمسين امرأة تأثيرًا في عام 2009.
من أشهر مؤلفاتها: “كنت أظن أنني وحدي في هذا ولكنني لست كذلك”، و”الجرأة بعظمة” و”فهم الخزي والتغلب عليه”، ولها كثير من المقالات في المجلات والصحف الإخبارية القومية.