المُخُّ الانفعاليُّ والذكاءُ العاطفي
المُخُّ الانفعاليُّ والذكاءُ العاطفي
يمتلكُ الإنسانُ عقليْنِ يَحصُلُ بِهِما على المعرفة، العقلَ المنطقي الذي يسمحُ لنا بالتفكير العميق، و العقلَ العاطفي غيرَ المنطقي، المُندفع.
يعمل هذانِ العقلانِ في تناغُمٍ وتوازنٍ معظمِ الوقت، فتتشابكُ أشكالُ المعرفةِ المختلفةِ لإرشادنا في الحياة. العقلُ العاطفيُ يُغذي عملياتِ العقل العقلاني، وفي بعض الأحيان، يسيطرُ عليه، وتتداخلُ العواطفُ مع جوانب التفكير.
بالنسبة إلى جوليمان، معدلُ الذكاء لا يُساهمُ إلا بنسبة 20٪ فقط من نجاحنا في الحياة، وأن نسبةَ الـ 80٪ المتبقية، هي نتيجةٌ للذكاءِ العاطفي. و كما لاحظَ أحدُ المراقبين “فإنّ الغالبيةَ العظمى من الحاصلينَ على مراكزَ متميزةٍ في المجتمع، لم يُحدّدْ عَامِلُ الذكاءِ تميزَهُم هذا، بل عواملُ أخرى كثيرة.
إنها قدراتُ الذكاءِ الانفعالي أو العاطفي، مثلِ القدرةِ على حثّ النفسِ على الاستمرارِ في مواجهةِ الإحباطات، والتحكمِ في النَزَوَاتِ، وتأجيلِ الإحساس بإشباع النفس وإرضائِها، والقدرةِ على منعِ الأسى أو الألمِ من شلّ التفكيرِ عند حُدوثِ الانتكاسات. إن تنميةَ هذه القُدْرَاتِ هي التي تُشَكّلُ الاختلافَ الكبيرَ بين شخص و آخر.
الفكرة من كتاب الذكاءُ العاطفي
في كتاب الذكاءِ العاطفي، يؤكد دانيال جوليمان أن الذكاءَ المنطقي ليس كلَّ شيء؛ فقد يفشَلُ الشخصُ الذي يتمتعُ بمستوىَ ذكاءٍ مُرتفع، و يَخْفِقُ في حياته، نتيجةَ عدمِ سيطرتِهِ على انفعالاته.
المِقياسُ الذي يفضِّلُ جوليمان استخدامَهُ في قياسِ النجاحِ في الحياة، هو الذكاء العاطفي، وهو القدرةُ على التعرُّف على شعورنا تجاه أنفسِنا وتجاه الآخرين.
مؤلف كتاب الذكاءُ العاطفي
دانييل جولمان عالم نفسي وكاتب بارع. خلال حياته المهنية الطويلة؛ حصل على العديد من الجوائز، وتم ترشيحه لجائزة بوليتزر مرتين.تغطي منشوراته مجموعة واسعة من الموضوعات التي تتراوح بين التأمل والإيكولوجيا، وتركز أغلب كتاباته على الروابط المتداخلة بين العاطفة والأداء والقيادة.