الجهل والأمية وغياب الثقافة العلمية
الجهل والأمية وغياب الثقافة العلمية
لا شك لكل عاقل أن الجهل أصل لكل شر، ومن شرور الجهل أنه عائق للتقدم والرقي والفكر، والجهل يأتي على رأس المعوِّقات التي تحول بيننا وبين تحقيق النهضة والتقدم في العالم العربي والإسلامي، فالعالم العربي فيه أكثر من ٧٠ مليون أمي، والأمية من أكبر التحديات التي تواجه عمليات التنمية في البلاد العربية والإسلامية، ومن مخاطر الجهل والأمية، أنه يسهل على الأنظمة الحاكمة المستبدة تزوير الانتخابات وتمرير الدساتير والقوانين التي تهدر حقوق المواطنين وتكرِّس للظلم والاستبداد، وتقنِّن نهب خيرات وثروات الدول، وأيضًا تسهل على القوى الخارجية زرع الفتن والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة.
ومن مخاطر الجهل عدم تربية الأولاد تربية صالحة وتنشئتهم نشأة صحيحة لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن الواجب في وقتنا الحاضر تعلُّم القراءة والكتابة ورفع الجهل، وإزالة وصمة الأمية، فقد أصبحت عائقًا عن التقدم والتنمية، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وهذه من قواعد الشرع الحنيف، والثقافة العلمية عامل رئيس في دورة الارتقاء بالإنسان ودوره في التنمية، وعندما تغيب الثقافة العلمية يحدث التخبُّط الذي نعيش فيه في كل المجالات.
الفكرة من كتاب معوقات النهضة العلمية في الدول العربية والإسلامية
إن المتأمل في واقع العرب والمسلمين اليوم يدرك لأول وهلة التخبُّط الذي يعيشون فيه، والعشوائية التي يتعاملون بها مع كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياتهم، ويلاحظ كذلك غياب المنهج العلمي عن حياتهم الخاصة والعامة، وهذا هو السبب الرئيس لمعاناتهم في مجالات كثيرة، وتخلُّفهم عن ركب الحضارة التي وضع أسلافهم أسسها ومناهجها، وتلك المجتمعات العربية والإسلامية تعاني من ثالوث مدمر قادر على الفتك بها وبأقوى الأمم، والعقول العربية مغيَّبة ومقيَّدة وممنوعة من التفكير، والدليل على ذلك أن لديهم المنهج الذي ساد به أوائلهم، لكنهم أعرضوا عن هذا المنهج ولم يأخذوا به وذهبوا يلتمسون الحل في مناهج أخرى وضعية تخلى عنها أصحابها.
مؤلف كتاب معوقات النهضة العلمية في الدول العربية والإسلامية
محمد إبراهيم خاطر: كاتب وحاصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء، ودبلوم الدراسات الإسلامية، ويعمل مدربًا، وله عدد من الكتب منها: “عصر الرقص”، و”الإعلام والتوعية البيئية”، و”السلامة الصحية والمواد الخطرة”، و”الشباب ودورهم في التغيير والإصلاح”، كما أن له أكثر من 1000 مقال نُشرَت بصحيفة الوطن القطرية، وعدد من المجلات والمواقع الإلكترونية.