الموارد الغابيَّة
الموارد الغابيَّة
كانت الغابات تغطي معظم الأرض تقريبًا ولكن على مدى التطور المجتمعي وغزو المدنية للحياة الإنسانية بدأ يتقلَّص حجم الغابات على نحو كبير إلى أن أصبحت مساحتها اليوم قرابة ثُلث ما كانت عليه من قبل وهي في ذلك تتوزَّع بين المناطق الباردة والمعتدلة والحارة، وأهمها بالطبع تلك الغابات الممتدة عبر سواحل المحيط الأطلنطي، وكذلك غابات جبال الألب ولا ننسى بالطبع غابات الأمازون الشهيرة.
ويحكم عملية الاستغلال الاقتصادي لتلك الموارد الغابية العديد من العوامل يأتي في مقدمتها التضاريس، فالجبال ووعورة منحدارتها تُصعِّب من عملية الوصول إلى الأشجار في تلك الأماكن، في حين نجد أن الموارد المائية والأنهار تمثل عاملًا مهمًّا إذ توفِّر فرصة نقل الأخشاب المقطوعة إلى خارج الغابات، أما الحيوان فقد يشكِّل عاملًا سلبيًّا أو إيجابيًّا، حيث نجد أن بعض الحيوانات تتغذى على الأشجار، لذلك تعد أحد العوامل السلبية كالغزال الجبلي والحيوانات القارضة للأشجار في حين نجد أن الإنسان استفاد من بعض الحيوانات كالفيَلة والجاموس في جرِّ الأشجار التي تم قطعها.
ورغم أن تلك الغابات تعد مجتمعات كاملة تعجُّ بمختلف الحياة البرية، وكذلك الموارد الطبيعية ولها دورها الكبير في التوازن البيولوجي للأرض فإن سوء استغلال الإنسان لها أدى إلى اختلال التوازن البيئي للأرض وتناقص القيمة النفعية المستخرجة منها، فقد أدى استنزاف الإنسان لتلك الغابات بقطع أشجارها والصيد الجائر وإلقاء المخلفات الصناعية فى مياهها إلى تجريف التربة والنقص الكبير في معدلات النمو الشجري، أضف إلى ذلك نفوق الكثير من الحيوانات وانقراضها وتعطل الكثير من مظاهر الحياة البرية، وأصبحت الأرض تعاني ضريبة هذا السعار الاقتصادي والعسكري التي تمثَّلت في مستويات غير مسبوقة من التلوُّث والمخلَّفات الإشعاعية التي بدورها أحدثت شرخًا في النظام البيولوجي بأكمله وينذر بعواقب كارثية.
الفكرة من كتاب الجغرافيا الاقتصادية وجغرافية الإنتاج الحيوي
لقد أصبح لعلم الجغرافيا الاقتصادية أو الموارد الاقتصادية أهمية كبيرة نتيجة لتعدد حاجات الإنسان، ونتيجة لانقسام العالم أيضًا إلى كتل تحاول كل منها إشباع معظم حاجياتها من مواردها المحلية.
يسلط الكتاب الضوء على مفهوم الجغرافيا الاقتصادية، ويدرس في الوقت نفسه مباحث الإنتاج الاقتصادي بمعناه الواسع، وطبيعة الموارد الطبيعية بوصفها أحد مدخلات الاقتصاد مع التركيز على رصد التوزيع الجغرافي والمكاني لهذه الموارد عبر العالم.
مؤلف كتاب الجغرافيا الاقتصادية وجغرافية الإنتاج الحيوي
محمد رياض: جغرافي مصري معاصر، حصل على الليسانس في الجغرافيا، ثم نال درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة فيينا عام ١٩٥٦م، عاد بعدها إلى مِصر ليعمل مدرِّسًا للجغرافيا في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وفاز بجائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية عام ٢٠١٧.
كوثر محمود عبد الرسول: أكاديمية وباحثة جغرافية مصرية، وحازت عدة شهادات علمية، منها بكالوريوس التربية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودرجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة فيينا بالنمسا. شغلت وظائف أكاديمية عديدة، وتقلَّدت رئاسة قسم الجغرافيا بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر.
اشتركت مع زوجها (محمد رياض) في تأليف ثلاثة كتب مهمة هي: “أفريقيا” و”الجغرافيا الاقتصادية وجغرافية الإنتاج الحيوي”، و”رحلة في زمان النوبة”.