المهنة المظلومة
المهنة المظلومة
هناك مقولة تقول: “من علمني حرفًا صرت له عبدًا”، فمنذ الصغر وحتى الآن تتلمذنا على أيدي معلمين ومدرسين في مختلف أحوالنا وتقلُّباتنا المزاجية والعمرية، بل ومختلف أماكننا وتنقُّلاتنا أيضًا، وخلال تلك الأعوام لا بدَّ أن لنا ذكريات معهم لا تُنسى وبخاصة تلك التي غيَّرت شيئًا في خُلقنا أو صحَّحت مسار حياتنا أو جبرت كسرًا في نفوسنا.
ومهنة التدريس والتعليم مهنة شريفة فقدت كثيرًا من وضعها الاجتماعي نظرًا إلى ما تتلقَّاه هذه الأيام من تهم نظير تصرفات بعض المعلمين للأسف، ولا يُلامون وحدهم، وإنما تُلام الجهات المسؤولة عن هضم ونقص حقوقهم أيضًا، مما جعل المعلمين يلتفتون إلى المادة فقط ضاربين بالإنسانية فيهم عرض الحائط.
ومع هذا فإن هناك في كل مكان نماذج رنانة يسطع ضوؤهم بمواقفهم مع طلابهم، فهذا مدرس مثلًا ينحني إلى الأرض ليربط نعل تلميذه، وآخر يبكي على تلميذه المتوفى وسط شرحه الدرس، وثالث يقطع المسافات ويسافر من بلد إلى بلد فقط ليعود تلاميذه ويطمئن عليهم فقط لا لشيء آخر، وآخر يعظ تلميذًا في والديه فتصبح تلك اللحظة التي وعظه فيها من اللحظات الفارقة في حياته وغيرها من المواقف الكثيرة التي تعد ولا تحصى.
إن المعلم إنسان قبل أن يمتهن التدريس وقليل هم من سطروا مواقفهم في نفوس طلابهم بماء الذهب لأنهم قدَّموا كونهم آباءً أولًا أو إخوةً أو أجدادًا قبل أن يكونوا معلمين.
الفكرة من كتاب سوار أمي
مجموعة من الموضوعات الحياتية المتنوعة يرويها الكاتب من زاويته الخاصة ومن تجاربه الفريدة ليصوغ منها حكمًا ومواعظ رقيقة تدلف إلى القلب شيئًا فشيئًا حتى تستقر فيه، فليست تشبه تلك المواعظ الجامدة التي لا روح فيها، وإنما هي مصبوغة بصبغة الناصح الأمين والواعظ الصادق.
مؤلف كتاب سوار أمي
علي بن يحيى بن جابر الفيفي، كاتب، حصل على بكالوريوس في تخصص الدعوة، إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصص الدعوة والاحتساب.
ومن مؤلفاته:
لأنك الله.
يوسفيات.
الرجل النبيل.