أحفاد الأنصار
أحفاد الأنصار
لم تكن أثرة الأنصار إخوانهم المهاجرين حكرًا على زمانهم وظرفهم فحسب، بل هي جينات موروثة لأجيال تعقبها أجيال، وأنت حين تقرأ هذه العبارات قد مرَّ عليك طيف أحدهم ولا شك آثرك يومًا بماله أو وقته أو متاعه، فالدنيا لم تخلُ منهم والخير في أمة محمد قائم إلى يوم القيامة، وأولئك غالبًا ما تجد أنهم لا صوت لهم ولا ضجيج حولهم، وإنما هم كجنود خفية يظهرون وقت الأزمة والشدة ثم يغيبون، وهم وحدهم من يظهر طيفهم ببالك عند الحاجة ويغيب طيف سواهم ممن ملأ عليك حياتك حضورًا، فأولئك حاضرون بأفعالهم وهؤلاء حاضرون بأجسادهم.
يقدم أحدهم على الزواج فيستأجر منزلًا لا أثاث فيه، ثم يسافر مع أهله وينوي تأثيثه بعد عودته من سفره فيعود ليجد أصدقاءه قد أثثوا له منزله يهادونه! وآخر لا يملك مصروف يومه، طالب جامعي ضاق به المال يومًا فطرق باب صاحبيه على حياء فأدخلاه وأكرماه بخبز ولبن، وبعد أن فرغ وحكى لهما سبب زيارته أقسما له بأن ذلك الطعام الذي تناوله هو آخر شيء بقي لهما كانا قد تركاه للسحور!
سمِّها ما تشاء، أثرة.. شهامة.. نخوة.. مروءة؛ أيًّا كان، ذلك خلق يتقرَّب به أصحابه إلى الله (سبحانه وتعالى) يتخذون من أفعالهم تلك دينًا يمزجونه بأيامهم ولياليهم، أولئك وطَّنوا قلوبهم على نية تفريج الكربات وعيادة المرضى واتباع الجنائز؛ أولئك قوم وهبوا أوقاتهم وأنفسهم لخدمة خلق الله، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لخلقه.
الفكرة من كتاب سوار أمي
مجموعة من الموضوعات الحياتية المتنوعة يرويها الكاتب من زاويته الخاصة ومن تجاربه الفريدة ليصوغ منها حكمًا ومواعظ رقيقة تدلف إلى القلب شيئًا فشيئًا حتى تستقر فيه، فليست تشبه تلك المواعظ الجامدة التي لا روح فيها، وإنما هي مصبوغة بصبغة الناصح الأمين والواعظ الصادق.
مؤلف كتاب سوار أمي
علي بن يحيى بن جابر الفيفي، كاتب، حصل على بكالوريوس في تخصص الدعوة، إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصص الدعوة والاحتساب.
ومن مؤلفاته:
لأنك الله.
يوسفيات.
الرجل النبيل.