لماذا رجعتُ إلى الإيمان بالله؟
لماذا رجعتُ إلى الإيمان بالله؟
إن الإيمان بأهمية علم النفس في معالجة القضايا المجتمعية والشخصية وأثره هو ما دفع الدكتور هنري لنك إلى العودة إلى الإيمان، ولم تكن عودته وليدة أسباب عاجلة أو تجرِبة قاسية، بل نِتاج آلاف التجارب التي أجراها على مرضاه من جميع الفئات والأعمار، وكثيرًا ما كان يحثهم على قراءة آيات الكتاب المقدس واتباع تعاليمه بعد أن رأى عجز المعلومات النفسية عن شفائهم.
وقد أصيب الدكتور هنري بنوع من الاضطراب بين إيمانه الشديد بالعلوم المادية ونصائحه لمرضاه بالمشاركة في الجمعيات الدينية والذهاب إلى الكنيسة، يقول: أنا نفسي واظبتُ مُرغمًا على الذهاب إلى الكنيسة باستمرار مدربًا نفسي على تحمل ما تكره والتضحية بما تحب وتعويدها على قَبول الآخر وخدمة الغير، ووجدتني متحمسًا للدفاع عن الدين، واكتشفت أن كل نظريات علم النفس في تقويم شخصية الإنسان تنتهي بالتمسك بالحقائق الدينية، فعلم النفس هو الذي قلب مبادئي وآرائي دون أن أشعر، وقد أثبتت الاختبارات النفسية التي أجريتها لعشرة آلاف شخص وسجلتُ تقريرًا شاملًا لكل فرد أهميةَ العقيدة الدينية، وأن كل من يعتقد دينًا أو يمارس عبادة أفضل شخصية من غيرهم.
فالدين هو الإيمان بقوة مدبرة للكون ومصدر للحياة، هذه القوة هي الله، والإيمان بأن التعاليم السماوية أصدق الحقائق وأقوى من كل العلوم الأخرى مجتمعة، والاتجاه الحديث لعلم النفس يستهجن معظم النظريات القديمة بالاستغراق في التأمل الباطني والمناجاة النفسية، ويؤكد أن الكدَّ والنشاط هما طريق الإنسان إلى سعادته، وتوصَّل إلى أن إدراكه لماهية نفسه يتأتَّى بالتضحية برغباتها وكبح جماحها، فالأنانية تؤدي إلى انكماش الشخصية والاضطراب الفكري والعاطفي، وهذا عين ما تحثُّ عليه آية من الإنجيل “من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها”، فكلمة “من أجلي” تدل على أن الزهد والتضحية بأهواء النفس والارتقاء بالروح من أجل غاية أعلى يُنمِّي عاطفة الحب وموارد الخير فينا، والدين هو الوحيد الذي يضمن هذا المبدأ بوصفه أساسًا للحياة.
الفكرة من كتاب العودة إلى الإيمان
كان لتجارب هنري لنك في ميدان علم النفس أثر كبير في عودة الناس إلى حظيرة الإيمان، وكانت طقوس الدين وتعاليمه من الوسائل الناجعة والرئيسة في علاج مرضاه حتى مِن قبل أن يتحول عن الإلحاد إلى الإيمان مرة أخرى، وفي هذا الكتاب توضيح للأثر المادي للدين في الحياة وعلاقة الإيمان بتكوين الشخصية السوية والوصول إلى السعادة المنشودة.
مؤلف كتاب العودة إلى الإيمان
الدكتور هنري لنك (Henry C. Link): طبيب نفسي وأحد فرسان علم النفس التجريبي، وُلد عام ١٨٨٩، وحصل على الدكتوراه من جامعة بيل بأمريكا عام ١٩٢٦، وابتكر العديد من الاختبارات النفسية كالذكاء وبناء الشخصية، كما تولى إدارة مركز الخدمات النفسية لاختبارات استعداد الأشخاص، وتوفي عام ١٩٥٢.
ومن أهم مؤلفاته: “العودة إلى الإيمان”، و”كيف تنمي شخصيتك”.