الآداب الإسلامية الاجتماعية
الآداب الإسلامية الاجتماعية
على الآباء الاستفادة من الجلسات العائلية في توجيه الأولاد وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية، بجعل ذلك التوجيه جزءًا من الحديث إلى الأبناء بشكل طبيعي وبصورة غير متكلفة، وتواجه الآباء بعض المشكلات منها الأنانية التي تظهر أكثر ما تظهر عند الاستئثار بالطعام، فيجب علينا محاربة هذا الوضع وتقويمه في مثل هذه المواقف وتنبيه الأبناء إلى بشاعة الأنانية مع حملهم على التضحية والإيثار ليفوزوا بحب الناس ورضا الله سبحانه وتعالى.
أيضًا إخلاف الوعد فإنه خصلة من النفاق وممارسة اجتماعية يُسِيء الناس بعضهم إلى بعض بها، فعلى الآباء احترام المواعيد والوفاء بالالتزامات وتقديم المثل الحي والنموذج التطبيقي الصحيح للأبناء فيما يخص هذا السلوك القويم، فقد كان احترام المواعيد من أكثر ما سعى الطنطاوي إلى إقناع الناس به، ولم تكن تلك دعوة في كتاب فحسب، بل كانت منهجًا عاشه وألزم به نفسه وأهل بيته، ثم سعى إلى بثه ونشره بين الناس، فهل كان مبالغًا في ذلك إذ علمنا أن إخلاف الوعد ربع النفاق؟
وعلى الآباء أن يعلموا أبناءهم أن نعم الله تدوم بشكرها وعدم الاستهتار بها، فالذي كان يميز توجيه الشيخ الطنطاوي هو اهتمامه بالأشياء الصغيرة التي لا تخطر على البال نفس اهتمامه بالأشياء الكبيرة، فلم يكن ليقلِّل من قيمة أي مخالفة، لأن السلوك غير المناسب إذا لم يُعدَّل في أول مرة، ازداد تمكُّنًا حتى صار عادة يصعب التخلُّص منها.
هكذا تكون التربية: توجيهات وتنبيهات ثم يأتي الأهم وهو متابعة كل هذا وتأكيده حتى نضمن انغراس القيم في عقول أولادنا، وإلَّا فالإنسان من طبيعته النسيان والإهمال، لذلك كان من واجب المربِّين التذكير المستمر والمراقبة الدائمة.
الفكرة من كتاب هكذا ربَّانا جدي علي الطنطاوي
تقول المؤلفة إن “التربية بالقدوة لا يعادلها تربية، أن يراك طفلك وقد طابقت أقوالك أفعالك، وصرت أنت المبادئ التي تحثُّهم على امتثالها، فلن يضيع الله ذريتك وأنت على الخُلق القويم تسير”.
سيجعلك هذا الكتاب ترى الشيخ علي الطنطاوي من منظور آخر غير الذي اعتدناه، فنحن نعرف على الطنطاوي الداعية والمفكر وعالم الإسلام الكبير، ولكننا لم نره في حُلة الجد العطوف والمُربي الداعم والموجِّه المبدع – الذي جمع بين أوامر الدين ومعاصرة الحياة – إلا هنا على لسان حفيدته، فقد كان لهم تجسيدًا صادقًا عما أرادهم أن يصيروه، ولم يترك موقفًا يمر دون أن يبذر فيهم بذرة خُلُق.
مؤلف كتاب هكذا ربَّانا جدي علي الطنطاوي
عابدة المؤيد العظم: مفكرة إسلامية وباحثة ومؤلفة في الفكر والتربية والفقه والقضايا الاجتماعية، حصلت على ماجستير في الشريعة والتخصص في الفكر الإسلامي عنوان الرسالة “أزمة الهوية” 2016، وهي أستاذة لمادة فقه العبادات وفقه الأسرة والاقتصاد الإسلامي والتربية الإسلامية، وتسعى لنشر الوعي الاجتماعي وإصلاح العلاقات والتربية وفهم المراحل العمرية المختلفة، وهذا ما يبرز في كتبها مثل: “هكذا يفكِّر الصغار”، و”المراهقة وهم أم حقيقة؟”، وكتاب “لئلا يتمرد أولادنا”.