كيف نستمر في هذا العالم؟
كيف نستمر في هذا العالم؟
يرى “إيكو” أن الرواية عكس الشعر، فالشعر يهتم باللغة بشكل أساسي، بينما الرواية تكون فيها للُّغة أهمية ثانوية، وما يأتي أولًا هو رؤية العالم بتفاصيله، وعلى الرغم من أنه يمكن سرد قصة بأكملها في الشعر فإنها لا تكون بنفس دقة الرواية، وهذا ما يفسِّر سبب إمكانية ترجمة الرواية إلى أشكال أخرى كالأفلام على سبيل المثال حتى ولو كانت رواية خيالية أو تتضمَّن شخصيات غير واقعية كـ”اسم الوردة”.
“أمبرتو إيكو.. لماذا تكتب؟”، قالها المحاور لإيكو متسائلًا، ليرد إيكو: “للاستمرار في هذا العالم الرهيب يجب أن تنجح في شيئين اثنين على الأقل، أن تكتب كتابًا أو تنجب طفلًا”، وعن سيرته فقد بدأ “أمبرتو” بدراسة الفلسفة وعلم الجمال في المرحلة الجامعية، ثم اتجه إلى العمل في مجال الإذاعة والتليفزيون الإيطالي الذي عرف من خلاله كُتابًا مشهورين في الوسط الثقافي الإيطالي مثل بريخت وسترافنسكي، وهو ما جعله يتعمَّق في الدراسات الثقافية والفلسفية، بل إنه استطاع بدراسته أن ينقد بعض الأعمال الفلسفية كفلسفة “بينيديتو كروتشي”.
وكان لإيكو أيضًا نشاط قائم بذاته خارج الجامعة سماه بالجانب المناضل فيه، إذ نقد هو وزملاؤه فكر “كروتشي” الفلسفي، وذلك في عام 1955م، كما كان له عدة مقالات كانت النواة للأعمال الكبرى، وعن إمكانية اعتبار هذه المقالات في الصحافة نوعًا من الترويض على ممارسة الفكر لديه، فقد أكد “إيكو” ذلك، إذ إنه قد عمل في أكثر من مؤسسة في مجال الصحافة جعلته يتمكَّن من هذا التخصُّص.
الفكرة من كتاب حرائق السؤال
أربعة حوارات مع أربعة من أكبر الأدباء إسهامًا في الأدب العالمي، قام بها محاورون على درجة عالية من الثقافة ليخرج لنا هذا الكتاب الذي يمثل كنزًا أدبيًّا رفيع المستوى، وهي حوارات شائقة وخفيفة تناولت تجارب هؤلاء الأدباء الكبار في الرواية وبداياتهم، فالحديث معهم بمنزلة درس في الحياة، لذا فهذا الكتاب أداة ثمينة في يد من يريد اتخاذ طريق الأدب والرواية، وحتى الفلسفة.
مؤلف كتاب حرائق السؤال
ماريو فوسكو، روبيرتو أديفانو، جان مونتالبيتي، مجموعة من المحاورين المثقفين بدرجة عالية، يعمل المحاورون الثلاثة لصالح مجلة ماغازين ليترير.
وهذا الكتاب ترجمة محمد صوف، وهو مترجم عربي ترجم عدة أعمال شهيرة أهمها “حرائق السؤال”، و”طفل من حقول الكاكاو” للمؤلف جورج أمادو.