أمبرتو إيكو.. من البداية إلى القمة
أمبرتو إيكو.. من البداية إلى القمة
يبدأ المحاور ماريو مع الكاتب “أمبرتو إيكو” بالسؤال عن سبب اتجاهه إلى كتابة الرواية، فيجيب بأن الرواية تُستعمل إذا أراد صاحبها أن يقول فكرة إضافية أو جديدة، ولكنه لا يستطيع في نفس الوقت أن يذكر فكرته بوضوح أو لحاجته إلى سردها بطريقة غير مباشرة، وهنا تظهر فكرة الرواية.
وكجميع الناس، فقد راودت “إيكو” فكرة كتابة الرواية والقصيدة، وأيضًا قاومها أو أجلها حتى وجد نفسه فجأة يكتب الرواية بعدما فكر في موضوعها، والشخصيات، فبدأ يجمع المادة ويدرس ما يتعلق بموضوع روايته كالوحوش في القرون الوسطى، وقد جعل عنوان روايته “اسم الوردة”.
ومن الواضح أن “إيكو” كان مولعًا بقصص العصر الوسيط، إذ ذكر أنه لمَّا طُلِب منه كتابة رواية بوليسية رفض في البداية، لكنه تذكر امتلاكه دفترًا يتضمَّن بعض مذكرات لرهبان، فوردت إليه فكرة ربط موضوع الرواية بهذه المذكرات وبفكرة السموم المنتشرة في العصر الوسيط، ولمدة سنة عمل على دراسة كل ما يتعلق بذلك من كتب تاريخية ومصادر.
وفيما يتعلق بمدى ما كانت فيه رواية “اسم الوردة” من دقة في ذكر الأماكن والأزمنة، وعن مصدر تصميم هذه الأماكن في خيال الكاتب، فكانت إجابة “إيكو” أنه قضى سنة كاملة يكتب فيها بعض الملاحظات المتعلقة بما أسماه “خلق عالم ممكن” وتصميم أماكن تحتوي شخصيات روايته وأحداثها، وبالفعل بدأ يصمِّم الأماكن كالدير الذي استوحى تصميمه من مصادر العصر الوسيط، وكذلك المكتبة والمتاهة، وبذلك أنجز دفاتر كانت مهمتها تتمحور فقط في الشخصيات والرسوم التخطيطية والتصاميم.
الفكرة من كتاب حرائق السؤال
أربعة حوارات مع أربعة من أكبر الأدباء إسهامًا في الأدب العالمي، قام بها محاورون على درجة عالية من الثقافة ليخرج لنا هذا الكتاب الذي يمثل كنزًا أدبيًّا رفيع المستوى، وهي حوارات شائقة وخفيفة تناولت تجارب هؤلاء الأدباء الكبار في الرواية وبداياتهم، فالحديث معهم بمنزلة درس في الحياة، لذا فهذا الكتاب أداة ثمينة في يد من يريد اتخاذ طريق الأدب والرواية، وحتى الفلسفة.
مؤلف كتاب حرائق السؤال
ماريو فوسكو، روبيرتو أديفانو، جان مونتالبيتي، مجموعة من المحاورين المثقفين بدرجة عالية، يعمل المحاورون الثلاثة لصالح مجلة ماغازين ليترير.
وهذا الكتاب ترجمة محمد صوف، وهو مترجم عربي ترجم عدة أعمال شهيرة أهمها “حرائق السؤال”، و”طفل من حقول الكاكاو” للمؤلف جورج أمادو.