لا تقبل الرسائل السلبية
لا تقبل الرسائل السلبية
كان مبدأ أديسون هو عدم الالتفات إلى الرسائل السلبية، فهو يعلم أنه أكثر الناس دراية بنفسه، وهذا هو دأب الفالحين، فكان عطاء بن أبي رباح أسود أعور أفطس أشل أعرج، ثم عَمي بعد ذلك، فلم تفتر عزيمته فاستثمر أذنيه السامعتين ورجليه الماشيتين ولسانه المتكلم ويده الكاتبة والأهم العقل الذي يفكر، فاجتهد في طلب العلم حتى كان يُنادى في الحج في زمن بني أمية: لا يفتي الناس إلا عطاء، وجاء الخليفة سليمان بن عبد الملك وولداه فجلس يستفتيه، فلما انصرف قال لولديه: يا بنيَّ لا تنيا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي العبد الأسود.
وسُجن السرخسي فألف المبسوط ثلاثين مجلدًا، وشل ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية ثلاثين مجلدًا، وسُجن ابن تيمية فأخرج الفتاوى في ما يزيد على ثلاثين مجلدًا، تقول هيلين كيلر العمياء الصماء البكماء: “مشكلتنا أننا نضيع وقتنا ونحن ننظر بحسرة إلى الباب المغلق، ولا نلتفت إلى ما فُتح إلينا من أبواب”.
ها هي مارلين كينج البطلة الأوليمبية التي أصيبت قبل أوليمبياد 1980، وتأخر تعافيها فاستعاضت عن التدريب البدني بتدريب الذهن، فانكبَّت على مشاهدة الأفلام التي توثِّق لأصحاب الأرقام القياسية، تشاهدها بالحركة البطيئة مشهدًا مشهدًا، فحين يصيبها الملل تعيد المشاهدة بطريقة عكسية، كل هذا لتدرب عقلها ولتتخيَّل نفسها في أثناء السباق، لقد رفضت الاستسلام مطلقًا، ولما بدأت المسابقات كانت قد تعافت نسبيًّا وأصبح لديها القدرة على الاشتراك، حتى سمعت صوت الإذاعة الداخلية تعلن عن فوزها بالميدالية الفضية.
لا يوجد إنسان لا يواجه صعوبات في حياته، لكن المهم كيف سيتعامل معها، وبأي عين سينظر إليها، عين المتفائل المستبشر بالخير، أم المتشائم المتكهِّن بالشر، فالصورة الذهنية السلبية التي يصنعها المرء لنفسه هي مصدر ومحرك لسلوكياته السلبية، ومن هنا فعلى كل باحث عن النجاح ألا يستمع إلى أيٍّ من الرسائل السلبية حتى لو صدرت من نفسه!
الفكرة من كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
بين يديك تجارب للناجحين والمتميزين عابرة للعصور ومتجاوزة للثقافات وقعت في شتى بقاع الأرض يعرضها هذا الكتاب في أسلوب قصصي شائق، مستخرجًا منها العبر والدروس راسمًا مسارًا لكل من أراد النجاح، لا يقتصر الانتفاع بالكتاب على المستوى الشخصي، بل يعطي دروسًا للأسر والمجتمعات والأمم التي تبحث عن الريادة.
مؤلف كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
سعد سعود الكريباني، مؤسس ومدير عام مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب، حصل على بكالوريوس التربية من جامعة الكويت، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية من جامعة واشنطن، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة وتربية الموهوبين والمتفوقين من جامعة نورثرن كولورادو، يعمل معدًّا ومقدمًا لبرنامج “صناعة التفوق”.