أديسون.. أصابع الاتهام لا تتوقف
أديسون.. أصابع الاتهام لا تتوقف
وقف توماس في مساء حالك مراقبًا مدينته المظلمة حالمًا باختراع يضيئها، مصباح ذي ضوء معتدل هادئ آمن، بدلًا من المصابيح القوسية المزعجة باهظة الثمن التي تجعل الفقراء لا يقرؤون إلا نهارًا على ضوء الشمس، فكر أديسون في استخدام السلك الحراري في الإنارة، ولم يجد من صاحبيه إلا السخرية والاستهزاء، ولما أعلن عن فكرته لاقى هجومًا كاسحًا من أصحاب شركات الغاز، فنجاح أديسون في فكرته يعني كساد أسهم شركاتهم، واتُّهم أديسون بالجهل والجنون، فماذا فعل؟
لو عدنا بالزمن إلى الوراء لوجدنا أن الاتهام بالجهل والجنون لم يكن أول الاتهامات الموجهة إلى أديسون، فقد سبق اتهامه من أستاذه وهو طفل أنه خفيف العقل أبله لا فائدة من تعليمه، لكنه لم يلتفت مطلقًا إلى هذه الرسائل السلبية، بل أخذ يتعلم ويقرأ في شتى المعارف بمساعدة والديه، وسمحت له أمه بإنشاء معمله الخاص في إحدى غرف البيت، كما عمل بائعًا للصحف في القطارات، ليضرب عصفورين بحجر واحد، فيتكسب المال ويطالع الأخبار بلا مقابل، واستفاد من وقت فراغه في قراءة الكتب، قبل أن يطرد من عمله بعد انفجار معمله الذي صنعه في عربة القطار، غير أنه عاد من جديد ليعمل بائعًا للجرائد ويعيد إنشاء معمل في بيته ثانيةً.
إذن فقد واصل أديسون السعي إلى هدفه باحثًا عن سلك حراري يشتعل ويتوهج دون أن يحترق أو يتفتت، وأخذ يجرب معدنًا بعد الآخر، ولم يجد إلا اليأس من معاونيه، بل مُنيت الشركة المؤسسَة بغرض تمويل مشروعه بالكساد، لكن واصل المسيرة إلى أن تمكن من صناعة فتيل من الكربون استمر في الإضاءة لمدة ست وثلاثين ساعة، ثم طوره لتستمر فترة إضاءته مائة ساعة بعد أن أنفق ما يزيد على مائة ألف دولار، وبحلول عام 1885 تم تصنيع ربع مليون مصباح مضيء في أمريكا.
الفكرة من كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
بين يديك تجارب للناجحين والمتميزين عابرة للعصور ومتجاوزة للثقافات وقعت في شتى بقاع الأرض يعرضها هذا الكتاب في أسلوب قصصي شائق، مستخرجًا منها العبر والدروس راسمًا مسارًا لكل من أراد النجاح، لا يقتصر الانتفاع بالكتاب
على المستوى الشخصي، بل يعطي دروسًا للأسر والمجتمعات والأمم التي تبحث عن الريادة.
مؤلف كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
سعد سعود الكريباني، مؤسس ومدير عام مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب، حصل على بكالوريوس التربية من جامعة الكويت، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية من جامعة واشنطن، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة وتربية الموهوبين والمتفوقين من جامعة نورثرن كولورادو، يعمل معدًّا ومقدمًا لبرنامج “صناعة التفوق”.