اسم بقي بن مَخْلد بَقَيَ مُخلَّدًا
اسم بقي بن مَخْلد بَقَيَ مُخلَّدًا
طالب علم أندلسي رغب في ملاقاة الإمام أحمد بن حنبل ببغداد، قطع مئات الأميال على قدميه لينهل من علم الإمام، وكانت الصدمة لما وصل إلى بغداد، وفوجئ بمحنة الإمام أحمد وأنه ممنوع من ملاقاة الناس، فاغتمَّ بقيُّ بن مخلد اغتمامًا شديدًا، وأخذ يطوف على علماء بغداد يتعلم منهم، ثم استدل على منزل الإمام فقرع بابه وخرج له الإمام وأشفق عليه لما علم بُعد موطنه، لكن ما العمل وهو غير مسموح له بملاقاة الناس، ففكر بقيٌّ في حيلة يحتال بها لكيلا يفوته طلب الحديث وشرفه.
أخبر بقيٌّ الإمامَ أنَّه سيقرع بابه كل يوم مرتديًا ثياب الفقراء وكأنه طالبٌ للصدقة، فيخرج له الإمام أحمد ليحدثه ولو بحديث واحد، ووافقه الإمام على شرط ألا يظهر في الناس وألا يذهب إلى مجالس المحدثين كي لا يفتضح أمره، فالتزم بَقيٌّ بذلك، وصار يأتي الإمام كل يوم يسمع منه حديثًا أو حديثين، حتى مات الخليفة الواثق، وانتهت محنة الإمام أحمد، وعاد ليعلم الناس على الملأ، ولم ينسَ الإمام أحمد تلميذه بقي بن مخلد عالي الهمة ونظرًا إلى مكانته، ذهب الإمام ليزوره في بيته لما مرض ويطمئن عليه ويدعو له بالشفاء ويبشره، ومن يومها ارتفع شأن بقي عند أصحاب الدار فصاروا يكرمونه ويخدمونه لشرف صحبته للإمام أحمد!
هكذا ظفر بقي بما طلب في رحلته التي استغرقت سنوات من الأندلس (إسبانيا حاليًّا) إلى العراق، كان يسير فيها على قدميه دون دابة تحمله، تُرى كم من الوقت ظل يمشي؟ كم من المخاطر واجه في رحلته؟ لكنها النفوس الكبار التي تتعب في مرادها الأجسام!
الفكرة من كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
بين يديك تجارب للناجحين والمتميزين عابرة للعصور ومتجاوزة للثقافات وقعت في شتى بقاع الأرض يعرضها هذا الكتاب في أسلوب قصصي شائق، مستخرجًا منها العبر والدروس راسمًا مسارًا لكل من أراد النجاح، لا يقتصر الانتفاع بالكتاب على المستوى الشخصي، بل يعطي دروسًا للأسر والمجتمعات والأمم التي تبحث عن الريادة.
مؤلف كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
سعد سعود الكريباني، مؤسس ومدير عام مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب، حصل على بكالوريوس التربية من جامعة الكويت، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية من جامعة واشنطن، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة وتربية الموهوبين والمتفوقين من جامعة نورثرن كولورادو، يعمل معدًّا ومقدمًا لبرنامج “صناعة التفوق”.