من الدكتوراه إلى مصانع الحديد.. كيف صنع أوساهيرا مجدًا يابانيًّا؟
من الدكتوراه إلى مصانع الحديد.. كيف صنع أوساهيرا مجدًا يابانيًّا؟
أرسلت اليابان أوساهيرا مبعوثًا إلى ألمانيا للحصول على الدكتوراه في الميكانيكا، لكن تاكيو أوساهيرا كان لديه حلمه الخاص وهو تصنيع موديل لمحرك ليكون أساسًا للتصنيع، كان هدفه يناقض هدف البعثة، كان أساتذته في الجامعة يعطونه كتبًا ليقرأها ليتقن علم الميكانيكا بعيدًا عن المعامل والورش والمصانع حيث ينمو حلمه، أتقن أوساهيرا علم الميكانيكا لكنه لا يزال يقف أمام المحرك غير مُلم بآلية تشغيله!
قرأ صاحبنا إعلانًا عن معرض للمحركات، فاشترى محركًا بسعر يعادل راتبه كاملًا، وحمله إلى مسكنه، ماذا لو نجح في فك هذا المحرك وفهم كيفية عمل أجزائه وأعاد تركيبها من جديد؟ أخذ أوساهيرا يفك المحرك، وكلما فك قطعة رسمها على ورقة، وأعطى لها رقمًا ليميزها، حتى نجح في فكه كاملًا، ثم أعاد تركيبه من جديد، وكاد يموت فرحًا لما سمع صوت المحرك يدور بعد عمل لثلاثة أيام لا يقطعه إلا النوم وتناول وجبة وحيدة!
أخبر أوساهيرا رئيس البعثة بنجاحه، فكلَّفه الأخير بمهمة شاقة، أعطاه محركًا عاطلًا وطلب تصليحه، واستغرق تصليحه عشرة أيام، بعدما فككه واكتشف وجود قطع بالية فصنع غيرها بيده، وفرح رئيس البعثة بما صنع، وحانت المهمة المستحيلة، صناعة قطع المحرك قطعة قطعة وتركيبه كاملًا، لكن كيف يحدث هذا؟ وكم يحتاج من جهد ووقت؟
التحق أوساهيرا بمصانع صهر الحديد والمعادن، وتحول طالب الدكتوراه إلى عامل ببدلة زرقاء، ومكث ثماني سنوات، يعمل يوميًّا من عشر إلى خمس عشرة ساعة، وبلغ أمره إمبراطور اليابان، فأرسل إليه منحة مالية، وأسهم أوساهيرا براتبه ومدخراته خلال سنوات إقامته في ألمانيا لشراء معدات لإنشاء مصنع، واستغرق إنشاؤه في اليابان تسع سنوات، ليدخل أوساهيرا ومساعدوه على الإمبراطور حاملين عشرة محركات يابانية خالصة، وليعود إلى بيته لينام عشر ساعات كاملة للمرة الأولى منذ 15 سنة.
الفكرة من كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
بين يديك تجارب للناجحين والمتميزين عابرة للعصور ومتجاوزة للثقافات وقعت في شتى بقاع الأرض يعرضها هذا الكتاب في أسلوب قصصي شائق، مستخرجًا منها العبر والدروس راسمًا مسارًا لكل من أراد النجاح، لا يقتصر الانتفاع بالكتاب على المستوى الشخصي، بل يعطي دروسًا للأسر والمجتمعات والأمم التي تبحث عن الريادة.
مؤلف كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
سعد سعود الكريباني، مؤسس ومدير عام مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب، حصل على بكالوريوس التربية من جامعة الكويت، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية من جامعة واشنطن، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة وتربية الموهوبين والمتفوقين من جامعة نورثرن كولورادو، يعمل معدًّا ومقدمًا لبرنامج “صناعة التفوق”.