الإمكانات الاقتصادية الألمانية
الإمكانات الاقتصادية الألمانية
ترتكز ألمانيا على مخزون ضخم من الموارد الاقتصادية المختلفة التي شكلت وقودًا لما عُرف بالثورة الصناعية في البلاد، فعلى سبيل المثال: تملك ألمانيا العديد من مناجم الفحم الحجري، والمواد الأولية بالإضافة إلى مواد البناء المختلفة، كما تحتوي على مناطق غنية بالغاز الطبيعي وتعد الدولة الرابعة من حيث الترتيب في إنتاج الطاقة على مستوى الاتحاد الأوروبي، كما تغطي الغابات ثلث مساحة ألمانيا تقريبًا مما أهَّل قطاع الأخشاب ليحتل رقمًا مهمًّا في الناتج المحلي الإجمالي.
كذلك من الإمكانات الاقتصادية الأساسية للاقتصاد الألماني الإعداد والتكوين المستمر للكفاءات المتخصصة، ففي كل عام يتوافد نحو مائة ألف مهندس ومتخصِّص في العلوم الطبيعية على سوق العمل، قادمين من الجامعات والمعاهد التقنية الألمانية التي يزيد عددها على المائتين موزعة على مختلف مدن ألمانيا، كما أن النظام التعليمي الألماني يقوم على دمج الجوانب النظرية بالتطبيقية، معتمدًا بذلك على نظام التعليم الحرفي، ما يضمن للطالب والمهندس لاحقًا أن يكون ملمًّا باختصاصه من جميع الجوانب.
ولا ننسى أن البنية التحتية هي أيضًا ورقة تخدم الاقتصاد الألماني، فمهما تعدَّدت القطاعات سواء تعلَّق الأمر بالمواد الأولية أو الطاقة أو نظام الطرق والمواصلات، فإن البلاد تتوفَّر على أفضل البنى التحتية في العالم، وبفضل هذه المعطيات تتمتَّع ألمانيا بموقع جغرافي مميَّز، يسمح بالوصول إلى أي منطقة أخرى في أوروبا خلال يوم واحد فقط، ولأنها تقع وسط أوروبا، فإنها تتوفَّر أيضًا على مناخ قاري معتدل، لا يشهد موجات الحر الشديدة، ولا أعاصير قوية من شأنها تهديد البنية التحتية بشكل مستمر، ومن ثم ساعد المناخ على تطوير ظروف إنتاج ملائمة على مدى عقود، عكس الدول الموجودة على أطراف أوروبا.
الفكرة من كتاب التجربة النهضوية الألمانية.. كيف تغلَّبت ألمانيا على معوِّقات النهضة؟
كثير من الرجال الألمان قضوا نحبهم بعد الحرب العالمية الثانية فاختلَّ بذلك الميزان الديموغرافي للسكان، وهكذا أصبحت البلاد تعاني نقصًا حادًّا في أعداد الذكور، فكان على النساء الأخذ بزمام المبادرة لإعادة بناء البلاد من جديد، فخرجت تحمل بيدها رضيعها وبيدها الأخرى تزيح الأنقاض ومخلفات الحرب، حتى الأطفال قرَّروا أن يكون لهم دور في بناء الوطن، فكيف لا ينحني المرء تقديرًا وإجلالًا أمام مشهد كهذا؟!
نحن أمام مراجعة حية لمسارات التجربة النهضوية الألمانية من نواحٍ شتى، شملت المسارات التاريخية والسياسية والاجتماعية ولم تهمل كذلك الخلفيات الفكرية والبناء العقائدي، حيث تعرَّض الكاتب للظروف القاسية التي صاحبت عملية النهضة الألمانية، والإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية، فصار الأمر أشبه ما يكون بروشتة للإصلاح الاقتصادي يمكن للدول الأخرى الاستفادة منها.
مؤلف كتاب التجربة النهضوية الألمانية.. كيف تغلَّبت ألمانيا على معوِّقات النهضة؟
الدكتور عبد الجليل أميم: أستاذ جامعي وُلد عام 1968، تخرج في جامعة يوحنا جوتنبرغ بماينس، شعبة الفلسفة والبيداغوجيا، وحصل على الماجستير والدكتوراه في ذات التخصُّص، كما حصل على درجة الأستاذية في عام 2017، وتولى العديد من المهام الإدارية منها: محافظ خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، ومدير مختبر سبل LCP (اللسانيات، التواصل، البيداغوجيا) بكلية الآداب منذ تأسيسه 2011 إلى الآن.
وله العديد من المؤلفات والكتب المنشورة منها: «منهجيات وأدوات منهجية تطبيقية للبحث والتحليل في الفلسفة والأدب والعلوم الإنسانية»، و«مدخل إلى البيداغوجيا أو علوم التربية»، و«الدين، السياسة، المجتمع.. في نسبية الطرح العلماني».