3 أمور لا تعتبر تربية
فيه مناهج وإجراءات وأساليب مسمومة وصادمة بتتاخد باسم التربية
سواء من الوالدين، أو المدرسين في المدرسة، أو بيُسلم بيها من قبل المجتمع ويتم التعارف عليها إنها هي الصح.
بس في الحقيقة هي بتكون عبارة عن تلاعبات مشوهة بتتعرض ليها أنفس الأطفال والناشئة.
المناهج والإجراءات والأساليب دي بتؤدي لتنشئة أشخاص مش عاوزين/ أو مش قادرين يعيشوا وفق النسَق الإنساني والفطري.
الأطفال بيكونوا عبارة عن مجموعات بيفرض عليها ضغوطات تعليمية وتربوية من المجتمع، وعادات راسخة في أذهان الأهل..
فينسى الأطفال نفسهم، ويفقدوا قابليتهم للاكتشاف والإبداع، وتتلاشى فرديتهم الشخصية وتميزهم في جو مشوش.
دول 3 نقط نفهم من خلالهم بعض تصرفاتنا، واللي لا تدخل ضمن نطاق التربية.
ولو نجحنا في الإلمام بما يخرج عن إطار التربية هيكون بمقدورنا الإحاطة بدايرة الحقائق التربوية.
وبشكل أفضل بكتير، مما لو تكلمنا عن التربية وخصائصها بشكل مباشر.
وبكدا هنكون رسمنا الحدود الفاصلة بين التربية وشِبه التربية.
1. التربية مش عملية (قولبة).
من أعظم المعضلات اللي بتواجه نظام تربية وتعليم الأطفال هو قولبة الوالد أو المربي أو المعلم لشخصية الطفل.
هما شايفين إنهم قادرين يطبقوا أي قالب أو نموذج يختاروه لتربية الطفل.
وأنهم قادرين يفرضوا على الطفل أي مطلب عاوزين يحققوه.
القولبة، هي:
منح الإنسان شخصيته من خلال عامل خارجي، عن طريق تسييره من خلال نموذج معد مسبقًا.
لازم تبقى دكتور زي فلان، أو عالم زي فلان، وهتدرس الحاجات اللي هقولك عليها، وتختار التخصص اللي أقولك عليه.
أو تبقى مهندس؛ لأنهم أكتر فئة بتحقق دخل عالي مثلًا.
التربية مش عملية قولبة، ومينفعش نربي الطفل وفق أفكار وقوالب حجرية نحتناها بنفسنا.
وبكدا نكون وجهنا ضربة قوية لبنية الطفل النفسية، وحرمانه من هويته واستقلاله.
وأحد أسباب الطريقة دي في التعامل:
اعتقاد المربي (وتحديدًا الوالدين) إن الأبناء ملك ليهم، وبالتالي هما أصحاب شخصيتهم ونفوسهم.
فيشوفوهم على إنهم أحد ممتلكاتهم، أو شيء تابع ليهم.
في الحقيقة، كل شخص بيتسم بخصائص متميزة و(منفردة)، وله قابلية ومواهب مختلفة، ولذا لابد تربيته تكون مختلفة عن تربية الآخرين.
ولا يجوز استغلال إمكانية التأثير في الطفل لقولبة شخصيته ومسخها.
2. التربية مش عملية (تدخل).
التربية زي ما فيها قدر من المسؤولية على المربي تجاه الطفل..
إنه يهتم بمأكله، ومشربه، وملبسه، وصحته، وتعليمه، وتهذيبه..
فهي في أساسها مش عملية (تدخل).
التربية مش إنك تاخد قرارات ابنك بالنيابة عنه، وتعلمه يعتمد عليك بشكل تام.
ولا إنك تصاب بالاضطراب أو الخوف بالنيابة عنه؛ لأنه بمرور الوقت هيتحول لشخصية متحسش بأي مسؤولية تجاه حياتها.
فيفوض كل أعماله ليك، وهيرافق التفويض دا لامبالاة، واتكالية في جميع شؤون حياته.
والأبوين الراغبين في تمتع أبنائهم بالاستقلالية والحرية والاندفاع والشعور بالذاتية عليهم: تجنب التدخلات المتلاحقة في حياة الطفل، والتحكم فيها، وإعطاء الأوامر، والتعليمات.
بل وحث الطفل على أخذ القرارات، ومشاورته فيها، وتحمل مسؤولية القرارات دي، ونتايجها.
3. التربية مش عملية (تسريع لمراحل النمو).
كل ما تُجهد الطفل لتعليمه شيء فوق مستواه أو مرحلته أو ميعاده الطبيعي بتكون منعته من إعادة اكتشافه بنفسه.
لو أفسحت له المجال يكتشف شيء مثلًا في 3 أيام بنفسه، هتكون ساعدته في سرعة التنامي فكريًا أكتر مما لو علمته نفس الموضوع في 3 دقايق.
التسارع الزايد في نقل الموضوعات وملأ الطفل بالعلوم بسرعة: لا يعينه على خوض تعلم له معنى وتربية داخلية، بل ممكن يسبب تباطؤ أو حتى التوقف والسكون.
بتحاول تعلم الطفل حاجات كبيرة وفي مدة قصيرة طمعًا في النتائج السريعة، والتباهي بإنجازك اللي حققته مع الطفل، من غير ما تمنح الطفل أي فرصة للاكتشاف أو الاستنباط.
متناسي أن الحاجات اللي بيتعلمها بسرعة دي (واللي غالبًا مفهماش ومستفدش منها) هينساها بسرعة.
الأمر نفسه يمكن تعميمه على كل القضايا التربوية.
لو عاوز توصل للطفل رسالة تربوية معينة، أو مغزى مثلًا من قصة بسرعة، وبدفعات متراكمة وفجائية فدا مش هيكون له أي أثر ثابت أو راسخ.
وهتكون نسفت الطريق العفوي للنمو والنضوج.
وبس كدا.
سلام.