٥ خطوات للتخلص من التشتت
أحنا عايشين في عصر غريب، اسمه (عصر المعلومات)، بس في الحقيقة هو (عصر التشتت).
(التشتت) أحد الأمراض الحاضرة بقوة.
وجود وسائل التواصل، وسهولة الوصول ليها، والحضور بشكل دائم خلانا حاسين إننا قادرين نعمل أي حاجة، وفي أي وقت.
قادرين نكلم أي حد، نقرأ أي حاجة، ننجز أي شيء.
بس أحنا في الحقيقة مبنعملش أي حاجة.
حاسين بوهم السيطرة، والامتلاك.
إننا قريبين من بعض، وقادرين نتكلم، بس أحنا مبنعملش دا.
إن عندنا كتب كتير، بس مش هنقرأ أي حاجة.
إن فيه دورات ومحاضرات قادرين نخلصها، بس مش هنعمل دا؛ لأننا قادرين نوصلها بسهولة، ومعتقدين إننا وقت ما نحتاج نشوفها؛ هنشوفها بسهولة، وهننجز كل حاجة.
ودا مش حقيقي.
بنعاني من صعوبة شديدة في التركيز والإنجاز.
أقرأ ايه؟ أو أذاكر ايه؟ أو أكلم مين؟ أو أعمل ايه فعليًا؛ وغيرها من الأسئلة معندناش إجابة حاضرة ليها.
نقلب شوية على الإنترنت، أو نقرأ حاجة سريعًا، وخلاص.
بس فعليًا مفيش إنجاز حقيقي.
وقدراتنا ومواهبنا وتركيزنا بيترموا على الأرض.
فيه 4 حاجات بتشتت انتباهنا بشكل أساسي.
محتاجين نعرفها على وجه الدقة؛ علشان ننتبه لآثارها علينا:
* البريد الإلكتروني.
* والهواتف الذكية.
* ومواقع التواصل الاجتماعي.
* والإنترنت.
واللي بنلجأ ليهم بسبب الملل، أو للتواصل، أو للسعي للقَبول الاجتماعي، أو التعلم، أو المتعة.
الأربع حاجات دول مصممين بحيث إنهم يجذبوا انتباهنا لأكبر وقت ممكن.
شريط الإشعارات، والأصوات المصاحبة لوصول الإشعارات والألوان، وجملة (اضغط هنا)، أو (أنت بتفكر في ايه) وحاجات كتير مصممة؛ علشان تخليك موجود ومتبعدش.
حتى لو قدرت تبعد فعلًا، بس وصلك حاجة ورحت تشوفها؛
ففي كل مرة بترد فيها على رسالة أو تشوف إشعار، وأنت أساسًا بتعمل حاجة تانية = بتحتاج 20 دقيقة علشان ترجع لتركيزك قبل ما تتم مقاطعتك.
ومش هما بس اللي بيتحكموا فينا، أو عاوزينا نقضي أكبر وقت ممكن عندهم.
أحنا كمان مش عاوزين حاجة تفوتنا.
عاوزين نعرف مين قال ايه، ونشر ايه، ورد على مين.
باختصار:
(الخوف من فوات شيء) أحد مسببات التشتت.
إن أنا لازم أكون موجود؛ علشان متفوتنيش حاجة.
ومش كدا وبس.
دا في الوقت اللي مبتوصلناش فيه إشعارات، أو رسايل بنكون قاعدين مستنيين حاجة توصل.
قاعدين في وضع استعداد، وتأهب لوصول شيء.
حتى لو كانت تليفوناتنا بعيدة عننا.
ازاي نقدر نتخلص من التشتت؟
1. تحديد موعد نهائي.
لو بتذاكر حاجة؛ فحدد ميعاد نهائي للانتهاء من المذاكرة.
لو بتشتغل؛ حدد ميعاد نهائي لإنجاز المهام اللي بتعملها.
لو بتتعلم حاجة، بتشوف حاجة.. فحدد ميعاد نهائي للانتهاء منها.
مفيش حاجة أقوى من وجود ميعاد نهائي؛ تجبرك على التركيز.
لو قدامك ساعة والدورة دي تتمسح، أو ميعاد التسليم يكون جه؛ هتعمل ايه؟
هتقضي الساعة دي على الفيس بوك، ولا هتنجز اللي وراك؟
حاول تقول لنفسك إن قدامك بس ساعة والحاجة اللي بتعملها دي لازم تتم؛ حاصر نفسك بالمواعيد النهائية، ومتسبش فرصة لهروب الوقت من بين إيديك.
2. ركز على النتيجة.
بعد أسبوع من دلوقتي، عاوز تكون خلصت الكتاب اللي بتقرأه، وتكون خلصت الدورة اللي بتشوفها؟
ولا تقول نفس اللي بتقوله كل يوم: (هبدأ من بكرا؟)
3. حدد لنفسك 3 مهام بس يوميًا.
شوف أهم 3 حاجات محتاج تعملها في يومك، وركز عليها.
حددها كل يوم الصبح، وابدأ في إنجازها.
ومتخليش الأمور التافهة تحتل الأولوية في يومك.
الشعور بالإنجاز، وإنك أنهيت شيء؛ هيديك طاقة تكمل باقي المهما.
4. اقفل الدايرة.
متذاكرش، واللاب مفتوح قدامك.
متقرأش، والتليفون جنبك.
ولا تتعلم حاجة، والمتصفح مليان مواقع جنب الحاجة اللي بتتعلمها.
متشغلش دماغك بحاجات تانية، وأنت بتنجز المهمة الحالية.
اقفل الدواير اللي ممكن تسحب انتباهك، وركز مع دايرة واحدة بس.
ولما تخلصها؛ شوف دايرة غيرها.
5. قلل من مستوى توقعاتك.
كل الكتب اللي في مكتبتك مش هتقرأها في أسبوع.
ولا كل المهام اللي متأخرة هتخلص في نص ساعة.
خليك واقعي في التعامل مع المهام، وفي إنجازها.
ومتحملش نفسك فوق طاقتها، ولا تطلب منها حاجات مش هتقدر تنجزها.
ببساطة: تخل عن الكمالية، وابدأ أنجز اللي وراك، حتى لو بقدر بسيط.
وبس كدا.
سلام.