يفيد اللطف قلوبنا
يفيد اللطف قلوبنا
هل سبق أن غمرك إحساس دافئ في صدرك؟ هذا هو تأثير اللطف في قلبك، وهو أكثر إحساس مادي عمومًا تمت الإفادة عنه بشأن اللطف، وعندما تكون لطيفًا تجاه أحدٍ ما، يفرز اللطف هرمونًا يُسمى “أوكسيتوسين” ونطلق عليه أسماء مثل “هرمون الحب أو هرمون الترابط”، وذلك لما يُسببه من مجموعة كاملة من الآثار الجانبية في القلب والشرايين، فهو معروف لدوره في الرضاعة لأنه يتحكم في إدرار حليب الثدي، ويلعب دورًا أساسيًّا في جعل الأمهات يرتبطن بأطفالهن الرضع، وهو الغراء الذي يحفظ العلاقات والمجتمعات مترابطة، وهو كذلك مسؤول عن مشاعر الثقة، إذ نميل أكثر إلى الثقة، عندما يكون لدينا وفرة من “الأوكسيتوسين”، كما تم إدراجه في منظمة الصحة العالمية على أنه من أهم الأدوية.
إن “الأوكسيتوسين” هرمون محصِّن للقلب، مما يجعل أي شعور أو فعل يتسبِّب في إنتاجه محصِّنًا للقلب، ولذا نستطيع القول إن اللطف، والحب، والروابط بين البشر تحصِّن القلب، وهذا ما أنقذ سكان بلدة “روسيتو” من أمراض القلب، وهي مدينة في (بنسلفانيا- الولايات المتحدة الأمريكية) امتازت بعدم وجود وفيات فيها لفترة طويلة جراء الأمراض القلبية، في حين أن أمريكا تمتاز بأعلى معدل إصابة بأمراض القلب بين دول العالم، وحين تم البحث عن سبب خلو مدينة “روسيتو” من إصابات قلبية، تم اكتشاف أن العلاقات الوطيدة بين سكانها، واللطف من بعضهم تجاه البعض الآخر قام بحمايتهم، بسبب إفراز هرمون “الأوكسيتوسين” بكثرة بينهم.
وآلية عمل هرمون “الأوكسيتوسين” هو جعل كل الخلايا على طول جدران شراييننا تسترخي، وبعد ذلك تتسع الشرايين وتتمدَّد فيستطيع مزيد من الدم أن يتدفق عبر الشرايين، ما يساعد على إيصال كم أكبر من الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى، ما يُسهِم في انخفاض ضغط الدم، وهذا يعني الحماية ضد النوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويعمل اللطف على تليين الشرايين، فكلما كان الشخص أكثر عدائية كانت لديه فرصة أكبر للإصابة “بتكَلُّس الشريان التاجي”، ومثلما نتصَلَّب على المستوى الخارجي في مواقفنا، نتصَلَّب كذلك على المستوى الداخلي في شراييننا، وكما نلين على المستوى الخارجي في مواقفنا، تلين كذلك شراييننا.
الفكرة من كتاب اللطف وآثاره الجانبية الخمسة
إن العالم ليس بالمكان اللطيف الذي يكون فيه الجميع سعيدًا، ولذا فنحن بحاجة إلى اللطف، فهو يُحدث تموُّجات في نسيج العلاقات البشرية والمجتمع البشري، تؤثر في قلوبنا، وتخفِّف من وطأة مشكلات الحياة.
والحافز الذي دفع الكاتب لتأليف هذا الكتاب هو خلق حوار عن اللطف، واستعراضه بطرق ربما لم نكن لنفكر فيها من قبل، كما أن الحديث عن اللطف يجعلنا لطيفين، فهو قد يتجاوز بقوة كل الكلمات أو الأسئلة التي نطرحها حوله، وليس اللطف أبيض أو أسود، بل هو متعدد الألوان.
وفي السطور التالية ستتعرف على آثار اللطف الجانبية، ولماذا اختار الكاتب هذا الاسم؟ كما ستتعرف على فوائد اللطف الكثيرة، ونحن لسنا أنانيين بالفطرة، بل في الحقيقة، نحن لطفاء بالفطرة.
مؤلف كتاب اللطف وآثاره الجانبية الخمسة
ديفيد هاميلتون: كاتب، وأستاذ جامعي متخصص في علم الكيمياء الحيوية والطبية، حصل على الدكتوراه في الكيمياء العضوية، وبعد حصوله عليها عمل لأربع سنوات في مجال الصناعات الدوائية على تطوير عقاقير الأمراض القلبية والوعائية والسرطان، كما عمل في إدارة مشاريع القيادة، وألعاب القوى، وفي عام 2016 حصل على جائزة “The Kindred Spirit | الروح العظيمة” كأفضل كاتب، وتتصدَّر مؤلفاته قائمة الأكثر مبيعًا.
من أهم مؤلفاته :
لماذا اللطف مفيد لك؟
أنا أحب ذاتي.. علم فن ومحبة الذات.
كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك؟
معلومات عن المترجمين:
الدكتور محمد ياسر حسكي: مترجم، وكاتب سوري الجنسية، درس في كلية الطاقة جامعة إركوتسك التقنية، وحاصل على الدكتوراه في الهندسة، كما أنه عضو الأكاديمية الدولية للسوجوك في الهند، وعضو الأكاديمية الروسية للسوجوك، ومؤسس مدرسة “الريكي: طاقة النور”، له من المؤلفات كتاب: “الحب رواية عن التعلقات” بالاشتراك مع “الكاتبة لينا مصطفى الزيبق”.
ومن أهم ترجماته: “المركب الفارغ”، و”لقاءات مع اللاشيء”، و”الدماغ الخارق”، و”رغبات محققة.. إتقَان فن التجليّ”، و”التأمل.. فن النشوة الداخلية”، و”الذات الشافية”، و”جدد نفسك”.
كارمن الشرباصي: شاركت “الدكتور محمد ياسر حسكي” في ترجمة عدد من الأعمال منها: “عملية الحضور: رحلة إلى داخل إدراك اللحظة الحالية”، و”التحول التانتري”، و”التناسق الخفي لتاريخ ميلادك.. كيف يكشف يوم ميلادك عن خطة حياتك”.