يعلو ولا يُعلى عليه
يعلو ولا يُعلى عليه
وتُختم هذه الآية البديعة بالتأكيد على تنزيه الله عن جميع خلقه، ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ فهو متعالٍ عنهم، قدْره أعلى من أي قدر ومكانته فوق كل مكانة، وهو سبحانه بذاته مستوٍ فوق عرشه ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾.
ومقام عظمته سبحانه هو مقام فريد لا تستطيع أن تصفه الكلمات ولا نحصي ثناءً عليه سبحانه وإنما نترقى في علمه بتدبُّرنا لآيات الله في خلقه وقهره لكل متكبر وجبار بل وتحديه لهم بأن يخلقوا مثل ما خلق أو أن يأتوا بآية من مثل هذا القرآن العظيم، ومن نازع الله في كبريائه وعظمته فالنار أولى به، فله الغلبة على جميع خلقه.
ولمعرفة ذلك كبير الأثر في نفوس العباد، فتتعمَّق ثقتهم بربهم تعالى الذي قهر كل شيء ولا يخشون في الله جبارًا ولا متكبرًا ولا يخدعهم زيف سلاطين الدنيا وما يظهرونه من عظمة وعلو، فالله أكبر وأعلى وأعظم.
الفكرة من كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
إنها أعظم آي القرآن، وكنز الراغبين في معرفة الله والتقرُّب إليه، هي آية الكرسي؛ آية واحدة تجمع حقائق التعريف برب العالمين، وفوق كل ذلك جوهرة الأسماء الحسنى.. اسم الله الأعظم.
تجدون في هذا الكتاب مدارسة لما تحويه آية الكرسي من قواعد كلية في معرفة الله (عز وجل) وتتبعها في كل جزء من الآية، ثم يذكر الكاتب بعض الرسائل للفهم الصحيح لأسماء الله وصفاته، موضحًا الخطوات العملية لتطبيق ما في هذه الآية من منهج تربوي فريد عسى أن نقتدي بنبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان خلقه القرآن.
مؤلف كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب، ولد عام ۱۹٦٠ بجنوب شرق المغرب وتحديدًا بإقليم الرشيدية، حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله المغربية، كما كان أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وتميز بقلم أدبي رفيع وكان له اهتمام خاص بالقرآن، وتوفي رحمه الله عام ٢٠٠٩ في إسطنبول.
من أبرز مؤلفاته:
آخر الفرسان.
هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!
بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق.