وَمَا يَنقصه؟
وَمَا يَنقصه؟
في عام 1973م، حصلت حادثة مشهورة في اليابان، وهي أن أحد الأشخاص الذين ابتلاهم الله بفقد البصر وقع في أحد محطات القطار، في أثناء سير القطار، فمات، ومن وقتها تحولت شوارع اليابان كُليًّا ولم تعد مثلما كانت عليه، أتستطيع تخيُّل ما فعلوا في أنحاء البلاد كافة ليعيش من فقد بصره حياة عادية وطبيعية مثله مثل المُبصِر؟ لقد جعلوا في كُل الشوارع، والمحلات، ومحطات القطارات ممرات مخصصة لمن فقد بصره، وهي عبارة عن ممرات تخرج منها نقاط بارزة مدببة على الأرض بشكل طولي حيث يشعر بها الأعمى تحت قدميه عندما يسير عليها، وعندما يأتي موضع دَرَج أو تقاطُع، يتحول هذا التدبيب البارز طوليًّا إلى تدبيب بارز على هيئة دوائر، حتى يعرف من يمشي فوقها أنه الآن سيصعد إلى درج، أو أنه في موضع تقاطع عدة طُرُق، وبالإضافة إلى تهيئة الطريق، لقد اهتموا أيضًا أن تكون التذاكر وأزرار المصاعد وكل شئ مُجهزًا بطريقة “برايل”، حتى يستطيع الأعمى أن يتحرك في أي مكان يشاء وحده، وباستقلالية تامة.
إنهم في اهتمامهم بفاقدي البصر لم يكتفوا بتوفير الضروريات لهم فقط، وإنما من إحسانهم أنهم اهتموا كذلك بتوفير الترفيه لهم، ففي اليابان توجد مراكز مجهزة بكل شيء من ملاعب لكرة السلة، ومسابح، ومناضد لعبة تنس الطاولة، وغير ذلك الكثير، وتكون هذه المراكز لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة فقط.
وإذا تأملنا في الدين الإسلامي، سنجد أن هذا ليس مُستغربًا، فالنبي ﷺ كان إذا أراد الغَزو، أمَّر على المدينة الصحابي عبد الله بن مكتوم (رضي الله عنه) وقد كان أعمى لا يُبصِر!
الفكرة من كتاب خواطر شاب 3 من اليابان
هل جربت أن تسافر يومًا إلى مكان بعيد وأنت جالِس على مقعدٍ في إحدى غرف بيتك دون أن تتحرك؟ إن لَم تُجرب هذه المُتعة من قبل فدعني أخبرك أن هذا تمامًا ما سيفعله بِك هذا الكِتاب، إذ يأخذك الكاتِب معهُ في رحلةٍ إلى كوكب اليابان الشقيق، حيث نجد العديد من الأخلاق النبوية مُتجسدة في شعبها، يطبقونها حق التطبيق وإن لم يكونوا مُسلمين! فكُل من الأمانة، والنظافة، والتواضع، وحُب الخير للغير من الأمور التي نصت عليها الشريعة، وها نحن نتفاجأ بتطبيقهم جميعًا لها في حين يتكاسل معظمنا عنها، ونحن أحق وأولى بها.
مؤلف كتاب خواطر شاب 3 من اليابان
أحمد الشقيري: إعلامي سعودي الجنسية، حصل على درجة البكالوريوس في تخصص إدارة النُّظُم من إحدى الجامعات في مدينة (لونج بيتش – Long Beach) بولاية كاليفورنيا في الولايات المُتحدة الأمريكية. بدأ مسيرته بتقديم البرامج الفكرية التليفزيونية التي تحث الشباب على النُّضج عام (2002م)، وذاع صيته في المملكة العربية السعودية والوطن العربي بعد تقديمه سلسلة برنامِج خواطر تحديدًا.
له عِدّة مؤلفات أخرى، ومنها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
خواطر شاب.
خواطر شاب 2.
لو كان بيننا.