وَدع الأحاديث المُوترة
وَدع الأحاديث المُوترة
كثيرًا ما نجد أنفُسنا وسط أحاديث يغلب عليها التوتر، نستمِع إلى ألفاظ تسبب لنا الأذى، لذا لا بُد للمَرء أن يختار معارِكه، ففي بعض الأحيان يكون استرضاء بعض الأشخاص الذين من الصعب إرضاؤهم أمرًا مُكلِّفًا للغاية، لذلك يجب علينا العمل على تحسين أجواء التوتر السائدة في بعض الأحاديث التي لا يُمكننا تجنُبها بشكلٍ كامِل، ويُساعدنا في تحسينها ثلاث تقنيات لها نتائِج فائِقة.
أولى هذه التقنيات: أن تُحدِّد نقاط ضعفك تجاه بعض الأمور، وكذلك تجاه بعض الأشخاص، لتجنُّب سوء التصرف عندما تندلع أحاديث موترة غير متوقعة.
ثانية هذه التقنيات: أن تتوقَّع رد فعلك في معظم المواقف التي تسبب لك التوتر لتعمل على تحسينها.
ثالثة هذه التقنيات: أن تتمرَّن مع شخص مُقرب مِنك على ردود أفعال حيادية متوازِنة في المواقف الموترة، فمعظمنا لا يمتلك عددًا من الردود والتكتيكات الجاهزة للاستخدام الفوري.
إن الأشخاص عادةً لا يتأثرون ويرتبكون من الأمور نفسها، وإنما تختلف هذه الأمور من فرد لفرد. فبعضهم يرتبك من الأخبار السيئة، وبعضهم الآخر يرتبك من مُهاجمة شخص آخر له، فإذا اتخذنا كُلًّا من إلزابيث ورافاييل، اللذين يعمل كلٌّ منهما قائدًا لفريق مُنفصل في إحدى الشركات، مثالًا على ما نقول، فسنجد أن الفريقين، اللذين يتحمل القائدان مسؤولياتهما، كانا يعملان معًا على أحد المشاريع، وتأخرا في العمل كثيرًا عن موعد التسليم المُحدد، فسألت إلزابيث رافاييل بواقعية: “هل انتهينا؟”، السؤال الذي أدى إلى امتعاض وغضب رافاييل، في حين لم تفهم هي ما حدث، فاعتذرت له، ولمّا سألته عما أغضبه، أخبرها أنه شعر كأنها تُكلّفه بالعمل دون أن يُعطيها أحد هذه الصلاحية، فكلاهُما في مُستوى الترقي الوظيفي نفسه!
يبدو أن الحديث المُتبادل بينهما وقتها كان صعبًا، لذلك نقول إن الحفاظ على الحياد في اللحظات الموترة أمر صعب، ولكنه معيار أساسي في أوقات الأزمات، يجب الالتزام به إلى أقصى درجة ممكنة.
الفكرة من كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
بيل جيتس، ريتشارد بْرَانْسُون، أوبْرا وِينْفْرِي.. لعلّك عرَفت الآن اسمًا واحدًا على الأقل من تلك الأسماء، فالعالم من حولنا يَضج بكثيرٍ من القادة والمشاهير وَرِجال الأعمال الذين يتمتعون بقدر كبير من الثقة عند التحدُّث إلى غيرهم، ويمتازون بقدرة كبيرة على الإقناع، في حين يفتقر معظمنا إلى هاتين الصفتين، بل ونخفق في تحديد أنسب الطرائق لكل حديث، فنتحدّث بطريقةٍ واحدة مع الجميع، مُتجاهلين تمامًا أن لكُل قول معنيين، وأن الكَلِمة سِلاح، لذلك ستتعلم بين طيات هذا الكِتاب آليات صُنع القرار كما لو كُنت أحد الشخصيات التي سبق وذكرناها آنِفًا، وستكتسب شيئًا فشيئًا الفن الضروري للإقناع!
مؤلف كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
كلية هارفارد لإدارة الأعمال، وهي كُلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بالولايات المُتحدة الأمريكية، وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة “الأفضل قراءة”.
ولهذه الكُلية إصدارات أُخرى، منها:
إدارة التفاعلات الصعبة.
إدارة الفرق.
اضبط وقتك.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
عن اتخاذ القرارات.
قيادة الفرق الافتراضية.
فن الكتابة التجارية.
التوظيف بمهارة لتحقيق ميزة تنافُسية.
معلومات عن المُترجِم:
مرْوان محمد سعد الدين: دَرَسَ في جامعة دِمشق عام (1995م)، وحصل منها على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها، وعمل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، ونقل إلى العربية عديدًا من المؤلفات في المجالات السياسية، والأدبية، والاقتصادية.