وهم الموضوعية!
وهم الموضوعية!
يرسم بعضنا صورة ذاتية مبالغًا فيها عن نفسه، وذلك بسبب الاعتقاد أننا لا نقع في تلك التحيزات النفسية التي ندركها في الآخرين بسهولة، ونعتقد أننا دومًا خير مثال للحكم بموضوعية على الآخرين!
وبالطبع فهذا الشعور يدفعنا لسوء صناعة القرار دون وعي، ومن التحيزات التي يصعب إدراكها: التحيز الناتج عن عقد ارتباطات لا شعورية بين الأشياء مثل الربط بين الشخص المصاب بإعاقة جسدية وضعف التفكير، أو الربط بين الفقر والتكاسل عن العمل! وهذا النوع من التحيز لا يسهل إدراكه مثل أشكال التحيز الإرادي كالتمييز على أساس النوع أو الدين.
ومن التحيزات أيضًا: محاباة الأشخاص الذين ينتمون إلى نفس مجموعتك بتقديم خدمات وتسهيلات إليهم أكثر من غيرهم، الأمر الذي قد يبدو وأنه في معرض خدمة الجميع دون تمييز، كذلك محاباة النفس بالمبالغة في التركيز على الإسهامات الشخصية وإنكار إسهامات الآخرين، الأمر الذي قد يضعف روح التعاون فيما بعد، أيضًا القيام بتصرف خاطئ تجاه الآخرين مع الظن أن هذا في صالحهم، مثل الطبيب الذي يتلقى الأموال لتحويل مرضاه إلى تجارب سريرية دون علمهم!
ولتجنُّب هذه التحيزات فلا يكفي الوعي بخطورتها وأنواعها فقط، بل يجب إعادة تشكيل البيئة المحيطة لتقليل أثر التحيزات، مثل القاضي الذي يسكن بمنطقة أغلب سكانها من أصحاب البشرة السمراء، فسيربط لا إراديًّا بينهم وبين الجريمة، فعليه بتغيير تلك البيئة للتخلص من هذا التحيز.
ومن ضمن الحلول أيضًا النظر إلى الإسهامات الكلية التي شكلت النجاح لتجنب التحيز للجهد الشخصي، وتوسيع دائرة الخيارات لاتخاذ القرار لتجنب التحيز لمصلحتك الشخصية على حساب الآخرين، مع معرفة أنك قد تنحاز لها في أي لحظة، لأن الأشخاص الذين يتفهمون احتمال قيامهم بسلوك غير أخلاقي هم الأقرب لاتخاذ قرارات أخلاقية.
الفكرة من كتاب عن اتخاذ القرارات الذكية
نتعرض في حياتنا اليومية إلى اتخاذ الكثير من القرارات، حتى في تلك اللحظة التي نرفض فيها اتخاذ قرار، فإن ذلك يُعد قرارًا أيضًا! لذا فالأمر بحاجة إلى التوقف ومعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية اتخاذ قرارات ذكية تكون نتائجها الإيجابية كبيرة، وجعل خسائرها داخل النطاق المسموح بتحمُّله.
ويقدم هذا الكتاب ذلك عن طريق معرفة تفاصيل عمل الدماغ لاتخاذ القرار والعوامل التي قد تؤثر فيه، والانحيازات والأسباب الخفية التي تؤدي إلى قرارات سيئة، ومعرفة أسس الحوار الناجح داخل الشركة لاتخاذ القرار، وإيضاح خطورة إهمال الأخطاء الصغيرة
مؤلف كتاب عن اتخاذ القرارات الذكية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال (Harvard Business Review): كلية أعمال تابعة لجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية تقدم برنامج ماجستير إدارة الأعمال، ومن أبرز خريجيها: سلمان خان صاحب موقع خان أكاديمي، وتصدر عدة سلاسل من الكتب مثل: سلسلة “القيادي الناجح”، وسلسلة “الأكثر قراءة”، وكتب أخرى مثل:
عن قيادة التغيير.
عن إدراة الناس.
إدارة التفاعلات الصعبة.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
معلومات عن المترجم:
عبد الجليل محمد مصطفى: ترجم كتبًا عديدة منها: “فوربس: أعظم قصص الأعمال على مر العصور: 20 قصة ملهمة عن رواد غيروا طريقة حياتنا وإدارتنا لأعمالنا”، و”التجارة حرب: حرب الغرب على العالم”، و”المرجع في تربية الموهوبين للمرح