وهم التحكم بالنفس
وهم التحكم بالنفس
ذكر الكاتب قصة شخص يُدعى إليوت، أصيب بورم في الدماغ، وبعد أن خضع لعملية لإزالة الورم كان هناك أثر جانبي، فقد أدت العملية إلى إلحاق ضعف شديد بقدرته على الشعور والتعاطف، فصار أشبه بآلة قادرة على المشي والكلام، ولكنها لا تبالي بأي شيء، فتدهورت حياته العائلية بعد العملية، وطرد من العمل بعد أن كان من أكثر الناس نجاحًا، ووصل الحال به إلى أن أصبح مشردًا بلا مأوى، ورجع ذلك إلى فقده القدرة على الحكم على قيمة الأشياء، والتمييز بين الصواب والخطأ، أي فقد القدرة على التحكم بنفسه، وأدى ذلك الاكتشاف إلى تحطيم الصورة النمطية لكل ما هو معروف عن السيطرة على النفس، واتخاذ القرارات العقلانية، فقد كنا سابقًا نتمنى عدم امتلاك المشاعر، ظنًّا منا بأنها نقطة ضعفنا، وتقودنا إلى الإتيان بأفعال غبية نندم عليها لاحقًا، وظل علماء النفس والفلاسفة قرونًا يظنون بأن التخلص من مشاعرنا وانفعالاتنا وكبتها، هو الحل لجميع مشكلاتنا.
ليست مشكلة التحكم في النفس مشكلة معلومات أو انضباط أو منطق، بل هي مشكلة مشاعر وانفعالات، واتضح حديثًا أن عواطفنا وانفعالاتنا أمور ذات أهمية كبيرة في اتخاذ القرار، والإقدام على الفعل. فكل شخص يمتلك دماغين هما الدماغ المفكر، والدماغ الذي يشعر، يولد الدماغ الذي يشعر المشاعر والانفعالات، التي تحدد الهدف، ويقترح الدماغ المفكر وجهة ذلك الفعل، ولذا فإن الدماغ الذي يشعر، يتحكم بالعقل واتخاذ القرار، بينما الدماغ المفكر لا يستطيع سوى التأثير في الدماغ الذي يشعر في بعض الأحيان، وتكمن مشكلة أغلب الناس في عدم قدرتهم على استخدام كلا الدماغين بشكل صحيح، إذ يجعلون جانب الفكر يطغى على جانب الشعور مما يؤدي إلى اختلال في التحكم بالنفس، ولتحقيق الموازنة يجب تدريب الدماغ المفكر على قدرة التحكم بالمعنى، عن طريق خلقه بيئة قادرة على جعل الدماغ الذي يشعر ينتج أفضل ما لديه من حدس واندفاعات، وتقبله للدماغ الذي يشعر، والتعاون معه سيؤدى إلى قبول الذات، الذي ينتج عنه مقدرة أكبر على التحكم بالنفس، وتذكر أن اتخاذ القرار الصائب يتطلب بعض الحوار بين عقلك المنطقي وعقلك العاطفي.
الفكرة من كتاب خراب (كتاب عن الأمل)
هل تساءلت يومًا عن ما يجعل الناس يشعرون عن الدوام أنهم أكثر قلقًا وتعاسة، على الرغم من ازدياد حياتهم يسرًا؟ وهل فكرت يومًا أن ازدياد إمكانية تواصلنا مع الناس جعلنا أكثر تباغضًا؟ إننا نعيش زمنًا عجيبًا، فكل شيء صار في متناول اليد، ولكن لسببٍ ما كل شيء يبدو سيئًا لحد فظيع لا يمكن تداركه. في هذا الكتاب يُُحول مارك مانسون أنظارنا إلى العيوب التي لا مهرب منها داخل نفس كل إنسان منا، وكيف أن الإفراط في أشياء جيدة كالإنترنت، وعالم التسلية، وعلاقاتنا بالمال، يأكلنا أحياء من الناحية النفسية. وستجد عزيزي القارئ بداخل هذا الكتاب إجابات لجميع تساؤلاتك عن ما يجعل الحياة جديرة بأن تُعاش، ولماذا نجد أنفسنا تحت وطأة إحساس طاغٍ بانعدام الأمل.
مؤلف كتاب خراب (كتاب عن الأمل)
مارك مانسون: كاتب ومدّون أمريكي، وُلد في تكساس عام 1984، درس وتخرج في جامعة بوسطن، وأطلق أول مدونة له في عام 2009، وتجتذب مدونته على الإنترنت أكثر من مليوني قارئ شهريًّا، ويُعد كتابه فن اللا مبالاة – لعيش حياة تخالف المألوف، من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم.
معلومات عن المترجم:
الحارث النبهان: مترجم سوري مقيم في بلغاريا، حاز على إجازة جامعية في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق، كانت بدايات عمله في الترجمة سنة 1991، وصدر له أكثر من ثلاثين عملًا مترجمًا، من أهمها: رواية 1984 لـ جورج أورويل، كتاب فن اللا مبالاة لـ مارك مانسون، رواية حب وقمامة لـ إيفان كليما.