وهم إمكانية تغيير شريك الحياة

وهم إمكانية تغيير شريك الحياة
ربما تتطرق إلى سمعك عبارة “تزوجها ثم غيّرها”، وعبارة “تزوجيه ثم غيّريه، أنتِ وبراعتك”، وغيرها من العبارات التي هي أبعد ما تكون عن المنطق، وأقرب إلى الفشل والتعاسة!

توجد كثير من التجارب الفاشلة التي كان فيها أحد الطرفين أو كلاهما قد أدرك منذ بداية العلاقة أنها لا يمكن أن تستمر بنجاح، بسبب مقدار الخلاف وعدم التناسب، ومع ذلك يقرران الاستمرار، وذلك بناءً على احتمالية وجود تغيّر إيجابي في المستقبل، دون إدراك لحقيقة أن الصواب هو التعامل مع ما هو موجود اليوم، ويقع كثيرون تحت هذه الإشكالية في مسائل مثل التدين والطباع والأخلاق وغيرها، وذلك لثلاثة أسباب في فترة التعارف أو الخطبة، والسبب الأول هو التوهم الكامل، إذ يعتقد أحد الطرفين أن الطرف الآخر سيتغير، رغم عدم إظهاره لأي نية أو اتخاذ أي خطوات جادة نحو ذلك ودون أن يعرف ذلك القرار بالأساس، وبعد الزواج بالطبع لا يحدث شيء، فالطرف الثاني لم يَعد الآخر بالتغيير ولم يُخفِ عنه شيئًا من البداية، فيتضرر كلاهما من هذا التوهم.
أما السبب الثاني من الأسباب التي توقع في إشكالية وهم التغير فهو الكلام المجاني، فيُظهِر الطرف الثاني للطرف الذي وجه اعتراضه واشترط التغير للاستمرار في العلاقة، أنه قابلٌ ومقتنع، وذلك من باب تسيير الأمور دون وجود نية حقيقية أو اقتناع، ظانًّا أن الآخر لن يظل متمسكًا بما طلب حتى بعد الزواج، لكن هذا في المستقبل يسبب كثيرًا من الخلافات، فلذلك لا تراهن على السمك في الماء، فصدقُ نية الطرف الآخر وعزمه على التغيير يظهر قبل طلب شريكه منه ذلك بالأساس.
أما السبب الثالث فهو الحماس المؤقت، ويقصد به حماس أحد الطرفين تحت تأثير الميل العاطفي أو وفرة المميزات في الطرف المشترط للتغيير، ولذلك عليك أن تجعل فترة التعارف أو الخطبة كافية لتكشف مدى صدق النيات.
الفكرة من كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
في مجتمعنا الآن تتفشى ظاهرة تجارب الزواج السلبية وارتفاع نسب الطلاق، مع حالة نفور متصاعدة بين الجنسين وعزوف عن الزواج، وإذا نظرت في حال المتزوجين فلن تجدهم بمنأًى عن المشكلات والفشل في تحقيق أهداف الزواج وإن استمر، حتى تتوهم -من كثرة النماذج الفاشلة- أنها هي الأصل وليست الاستثناء!
فهل تظن أن تلك التجارب مجرد سوء حظ عابر، وأنك إن مررت بتجربة مشابهة فستصل إلى نتيجة مختلفة، أم تعتقد أن العيب في الزواج نفسه وبغض النظر عن اختلاف التجربة ستكون النتيجة دائمًا الفشل؟
في هذا الكتاب سنقف على هذين السؤالين، ونعرف أسباب الفشل في التجارب الزوجية، الذي قَسَّمه المؤلف ثلاثة أنواع: فشل كان من الممكن تجنبه من البداية، وفشل متوهم يمكن تجاوزه، وفشل ضروري للنجاح.
مؤلف كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
معتز عبد الرحمن: كاتب ومهندس إنشائي مصري، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2007، وحصل على شهادتي (PMP) و(RMP) في إدارة المشروعات والمخاطر، مهتم بالمجالات الهندسية ومجالات الإدارة والتطوير ودعم الشباب الناشئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها، وكتب عشرات المقالات في السنوات الأخيرة في موضوعات متعددة دينية وسياسية واجتماعية، ونُشرت في مواقع إلكترونية مختلفة، مثل: البديل، وقصة الإسلام، ومنبر الشروق، وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبالإضافة إلى ذلك ينشر فيديوهات ثقافية ومعرفية متنوعة على قناته على اليوتيوب.
له أعمال أخرى، عناوينها:
عنبر المديرين.
وقت مستقطع: تأملات قرآنية في واقع مضطرب.
أزمة البخاري.