وهل يُرى اللُّطف؟!
وهل يُرى اللُّطف؟!
مَن للأماني المعلقة والأحلام المؤجلة التي لا يُظنُّ فيها التحقُّق، مَن للمرضى والضعفاء الذين أَيِسوا من الشفاء والعلاج، ومَن للمستحيلات واللا معقولات، ومَن لأهل الإيمان أصحاب البلايا والمِحَن! إنه اللطيف سبحانه الذي يسوق إلى عباده الخير والبر بخفاء ورفق ودقة، ويهيئ الأسباب سببًا تلو الآخر كأنها خيطٌ منظومٌ محكوم من درر كلٌّ منها تدلُّ على الأخرى.
إنَّ اللطيف يُهيِّئ أسبابًا من حيث لا يدري العبد ولا يحتسب ولا تخطر له ببال، بل قد تكون أسباب اللطف هي عين الأسباب التي يراها العبد ضيقًا وسوءًا، ومن لطف الله أن يُري عبده أسباب اللطف أيضًا فيطمئنَّ قلبه ويزيد من يقينه وثباته وحسن ظنه بربِّه سبحانه. كيف خرج يوسف (عليه السلام) من البئر؟ لا بل من القصر بعد أن كاد له النسوة؟ بل كيف خرج من السجن؟ وكيف رُدَّ إلى أبيه وإخوته؟ تأمَّل خفاء الألطاف ثم حدثني عن يأسك.
لا بدَّ أن قد حدث وبلا شك أن أراك الله شيئًا من لطفه في نفسك أو أسرتك أو سمعت من أحدهم شيئًا يحكي فيه عن لطف الله به، نعم قد يوصِّلك اليأس إلى درجة لا تستطيع أن تتذكَّر فيها مواقف لطف الله بك، لكنَّ لطفه سيدركك في تلك اللحظة فيسوق لك ويجعلك تتذكَّر ألطافًا وحكمًا ربما كنت تدركها ونسيتها وربما لم تدركها إلا الآن، فاللطيف يا صديق لا تنفد خزائنه ولا تنتهي، واللطيف هو الخبير أيضًا، فكم من مرة اقترن هذان الاسمان معًا، فهل يُعجز الخبير بحالك أن يلطف بك! حاشاه سبحانه.
الفكرة من كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
“إننا دون معرفة أسماء الله في صحراء تائهون تتبدَّد أيامنا في لهيب تلك الصحراء ودوامة القلق النفسي.. اختر الله: معرفة وإيمانًا ويقينًا وعبادة وخضوعًا ثم أنسًا وسعادة وهناء، أو اختر التيه والضياع والاختناق والشعور بالكآبة والتمزُّق النفسي!”.
هذا الكتاب يمس القلب ويعيد ترتيب أوراقك المبعثرة وينفض الغبار عن قلبك شيئًا فشيئًا حتى إنك لتتمنَّى في نهايته أن لم ينتهِ، كيف لا وهو يتحدَّث عن أسماء الله سبحانه!
مؤلف كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
علي بن يحيى بن جابر الفيفي: كاتب سعودي، ومحاضر بقسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة بالسعودية، حصل على بكالوريوس في تخصُّص الدعوة، ونال درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
له العديد المؤلفات والأبحاث العلمية، ومن أبرز مؤلفاته:
“الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار لجليل عطرة الأدب”، و”يوسفيات”.