ومن الغيرة ما قتل!
ومن الغيرة ما قتل!
نسمع كثيرًا عن قصص القتل بسبب الخيانة، وقد تكون هناك خيانة حقيقية بالفعل، لكن المتعارف عليه بعد تحقيقات الشرطة أن القتيلة يظهر أنها كانت بريئة وأنها قُتلت ظلمًا، وأن الزوج مريض، والمشكلة أن كل الغيرة المرضية تكون نابعة من مشاكل نفسية، ويكون هناك علامات على هذا المرض النفسي لكننا نختار بإرادتنا عدم الالتفات إليها، فقد يكون الزوج سريع الاستثارة والغضب سيئ الظن ويفكر في الكلام بأنه يحمل أكثر من معنى، ومع مرور الوقت يبدأ بمراقبة زوجته، ثم إهانتها وضربها حتى تعترف، ثم توجيه اتهام مباشر لها بأنها تخونه مع أي آخر يخطر على باله دون أدنى دليل، هي كذبة قد صدقها عقله، والمشكلة أنه يستطيع أن يقنع الناس جميعًا أن زوجته كانت خائنة، ويقتلها، وتكون المسكينة مظلومة وشريفة، ويكون هو فقط في حاجة إلى علاج، لكنه يظهر بمظهر سوي، وفي النهاية يموت الاثنان وليس القتيلة فقط، بل سيموت القاتل إن لم يكن في المحاكمة سيموت بعد العلاج بتأنيب ضميره.
ولكن هناك علامات نعرف منها أن الزوج مريض ومنها أدلته التافهة، كأن ترفض الزوجة معاشرته في إحدى المرات ففورًا يتهمها بالخيانة وأنها قد اكتفت بغيره، أو أنه رأى شكل السرير بغير الشكل الذي تركه عليه! وغير ذلك الكثير، والواجب على الزوجة لحماية نفسها أن تختار من تثق في حكمه وقوته من أهله ويستشيرون الطبيب النفسي فورًا، وقد يرى الطبيب أنه يعاني مرض الفصام أو الضلالات، ولو اقترب الخطر من الزوجة فعليها أن تترك له البيت وتجلس في مكان آمن وتحاول إقناعه بزيارة الطبيب ولكن لأي سبب غير السبب الحقيقي، وهذا سيساعده على تلقي العلاج.
الفكرة من كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الكثيرون حولنا يعانون مشاكل نفسية عميقة، وفي بعض الأحيان قد تصل بهم هذه المشاكل إلى إيذاء الآخرين، أو حتى إيذاء أنفسهم، وقد ينحدر الأمر ويصل إلى الانتحار، ورغم أن هذا المرض النفسي يكون جحيمًا على صاحبه، فإن هناك عذابًا أكبر عليه وهو عدم التقدير من المحيطين به، فمعظم الناس يتعاملون مع الأمراض المرئية فقط، أما المرض النفسي فهو شيء غير مفهوم للكثيرين ولا يمكنهم استيعابه مثل الكسور أو الجروح، ولا نريد بهذا الكلام اتهامًا أو ظلمًا للناس، فأغلب الناس يجدون صعوبة في فهم المعلومات الطبية الصحيحة المتعلقة بالنفس البشرية بطريقة سهلة وبسيطة.
وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب أن يبسِّط لنا المواضيع العلمية ويتحدث عنها من وجهة نظر فلسفية؛ بحيث تصل إلى جميع المستويات الثقافية وليس التخصصية فقط.
مؤلف كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.