ومن الحب ما قتل!
ومن الحب ما قتل!
يستمد أطفالنا ثقتهم وحبهم لأنفسهم من حبنا لهم، واستخدام أي عبارات مُسممة عند التعبير عن حبنا لهم قد تفسدهم، لذا كان من الضروري إعادة النظر في الكلمات التي نستخدمها عند التعبير عن حبنا لهم، وأولى هذه العبارات هي “كم أحب لو تنجح”، فاستخدام كلمة “لو” يعني رفض منح الثقة للولد، لكن المشكلة كلها تكمن في “أحبك لو”، فهي عبارة أقل عاطفة من “أحبك”، وكيف تقول عن ولدك مثلًا: “أحب ابني لو أنه كذا…”؟ كيف يمكنك أن تحب ابنك بهذا الشكل المشروط؟ لذا من الآن امنح ولدك الفرصة لتحقيق ذاته، ولا تربط أبدًا آمالك بحبك لابنك، وأيضًا قولك لأولادك “أحبكم جميعًا سواسية” كذبة تطمئنك أنت، لكنها لا تُقنع أولادك، فربما يميل الوالدان للبنت الجميلة أكثر من البنت الذكية، وهذا التفضيل قد يولد كرهًا شديدًا بين الإخوة، بسبب تلك العبارة الخادعة “أحبكم جميعًا سواسية”، لذا من الأفضل أن تقول لهم “أحبكم جميعًا” فقط ليشعروا بالسعادة.
وإياك وتهديد أولادك بالتوقف عن حبهم كوسيلة لمعاقبتهم مثلًا، حتى ولو من باب المزاح، فإذا منحت ابنك حبًّا غير مشروط سيعيش حياة هانئة، ويبادلك الحب أضعافًا، أما إذا حرمته هذا الحب، أو قيدته بشروط مثل قولك “إذا لم تكن عاقلًا، فلن أحبك بعد الآن” فسيحيا حياة مُدمرة، وستندم على ما فعلته طوال حياتك.
وأيضًا عندما تخبر أم ابنتها بأنها تحبها بهذا الفستان أكثر مما تحبها بالجينز، فكأنها تعني “لا أحبك كفاية”، فبأي شكل يتم ربط مقدار الحب أو نوعيته مثلًا بقطعة من الثياب؟ لكن يمكنكِ القول “أجد أن هذا الفستان لائق عليك أكثر من الجينز”، فالفارق شاسع وواضح من حيث دلالات الألفاظ، وكثيرًا ما يُوجه الوالدان إلى الطفل الأكبر عبارة “أنت البكر؛ يجب أن تكون القدوة لإخوتك”. فتُفرض على الطفل الأكبر مسؤولية شبه أبوية من دون طلب رأيه، فتولد هذه التضحية استياءً ومشكلات لديه وشعورًا بالذنب لا يفارقه، ويصبح في ما بعد قدوة سيئة لإخوته، وبهذه الطريقة يدمر الوالدان العائلة التي بنياها من دون وعي، لذا لا تطلب أبدًا من ولدك البكر أن يكون القدوة والمثال لإخوته، ولكن تحدث عنه واتخذه مثالًا كلما استحق ذلك، وكافئه وأثنِ عليه كلما فعل خيرًا، وسيشعر بارتفاع قدره في أعين إخوته، ويحظى باحترامهم، بغض النظر عن كونه أكبرهم، وحينها يمكنك أن تطلب منه مساعدة إخوته في ما لا يعرفونه.
الفكرة من كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
الكلمات ليست مجرد أصوات تحمل معاني، لكنها تحمل أيضًا انفعالاتنا وتنقلها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، تُصبح الكلمات حية تتناقل عبر أجيال من الآباء من دون أن تظهر عليها علامات الزمن، وهذه الكلمات لا تمر مرور الكرام، بل تترك آثارًا جسيمة تضرّ بسلوكيات الأطفال عندما يكبرون.
فيحاول هنا الكاتب جعلنا نعيد النظر في العديد من العبارات والرسائل التي نطلقها، آباء وأمهات، على أولادنا من دون تمييز، فيمكننا بهذه الكلمات أن نكون مصدر طاقة لهم، أو مصدر تسمم فكري، الاختيار كله إلينا!
مؤلف كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
جوزيف ميسينجر : ولد في بلجيكا، له العديد من المؤلفات منها:
المعاني الخفية لحركات الجسد.
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
لغة الجسد النفسية.
كارولين ميسينجر: كاتبة، وصحفية محترفة، حصلت على ماجستير الآداب في التقاليد الشفوية وماجستير في الفلسفة في علم اجتماع التعليم من جامعة لانكستر، المملكة المتحدة، وشاركت الكاتب “جوزيف ميسينجر” في العديد من الأعمال، منها:
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
Dire Merde.
Cartea gesturilor.
معلومات عن المُترجمة:
ألفيرا عون: ترجمت العديد من الكتب، منها:
ريجيم آتكنز.
جسمك يتكلم اسمعه.
٦٠نصيحة لتنظيف الجسم من السموم.