ولادة كِيان غيَّر العالم
ولادة كِيان غيَّر العالم
هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى يثرب -المدينة- بصحبة الصدِّيق أبو بكر (رضي الله عنه)، وبدأ المسلمون تأسيس نواة الكيان الذي غيَّر العالم ومحى عنه الظلام الدامس، وتظهر أهمية الهجرة بوضوح في اختيارها بدايةً للتاريخ الإسلامي، ويصفها المؤلف: “كانت بداية عملية لتكوُّن الدولة الإسلامية وسحق نظام الوثنية”.
ومن الطبيعي أن يتخذ الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) خطوات تعزِّز من كيان الدولة الإسلامية وتنظِّم العلاقة بين الناس كافة داخل المدينة، وكتب النبي (صلى الله عليه وسلم) كتابًا يمكننا أن نسميه اليوم دستورًا، ثم عقد حلف التضامن والإخاء بين المسلمين بعضهم وبعض، وبنى المسجد الذي كان بمثابة مؤسسة للاجتماعات والتعليم والتثقيف والقضاء واستقبال السفراء والوفود.
لم تترك قريش الكيان الوليد ينشأ بسلام، حيث وقعت مناوشات بين المسلمين ومشركي قريش كان أهمها ما حدث بسرية نخلة في رجب من السنة الثانية للهجرة، ولقد وصف الطبري هذا الحدث بأنه الباعث لما وقع بين المسلمين والمشركين في بدر وما تلاها من غزوات، إلى أن جاء صلح الحديبية في ذي القعدة 6 هـ مارس 628م الذي كان ظاهره الظلم الشديد للمسلمين وفي باطنه الرحمة والفتح والفرج! وقد شرح الواقدي ميزة من ميزات هذا الصلح، إذ إن الحرب حجزت بين الناس وانقطع الكلام، ولما كان الصلح فلم يكن عاقلًا يُكلم بالإسلام إلا دخل فيه وآمن، وفشا الإسلام في كل ناحية من نواحي العرب.
ولا تقتصر أهمية صلح الحديبية على انتشار الإسلام داخل جزيرة العرب، بل مهَّد هذا الاستقرار لإتاحة الفرصة لمراسلة الملوك والقياصرة والأباطرة خارج الجزيرة العربية ودعوتهم إلى الإسلام، وكذلك حمل الصلح في طياته الاعتراف بالرسول (صلى الله عليه وسلم) من قِبل قريش وبالكيان الإسلامي الوليد.
الفكرة من كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره
ساد الظلام العالم، وتهيَّأت الأرض لاستقبال عطايا السماء والمنحة الإلهية بمنهج رباني ينير للبشرية كافة طريقها ويطمس الجاهلية، ولما كان الأمر عسيرًا على البشرية أن تتغيَّر في يوم وليلة، مرَّ التغيير بمحطات كبرى وصعوبات.
يقدِّم هذا الكتاب السيرة النبوية المطهرة، مستعرضًا أهم مسارات وسُبل الدعوة الإسلامية وما واجهها من صعاب في كل مراحلها، منذ أن كان العالم مظلمًا يسوده الجهل بالله وبالتوحيد الحق إلى أن أشرقت الأرض بنور ربها واستقرت الرسالة الإلهية وكُتب لها الخلود.
مؤلف كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره
عبد الرحمن أحمد سالم: مؤلف وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية دار العلوم، تخرج في جامعة القاهرة عام 1967 وكُلِّف معيدًا بالقسم نفسه، وحصل على درجة الماجستير عام 1974 في موضوع “التاريخ السياسي للمعتزلة حتى نهاية القرن الثالث الهجري”، ثم أوفد في بعثة دراسية إلى إنجلترا عام 1976 وحصل على الدكتوراه من جامعة برمنجهام عام 1983.
نُشر له: “المسلمون والروم في عصر النبوة”، ويتناول العلاقات الإسلامية البيزنطية ودوافع وأسباب الصراع بين الكيان الإسلامي الوليد والمملكة البيزنطية، وكتاب “الفكر السياسي الإسلامي: قراءة عصرية”، ويناقش إمكانية ترجمة الفكر السياسي في الإسلام إلى نُظم سياسية ومدى صلاحيته.